انتقمنا منهم) (١) فقال: إن الله لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضا نفسه وسخطهم سخط نفسه لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه فلذلك صاروا كذلك وليس أن ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه ولكن هذا معنى ما قال: من ذلك وقد قال من أهان لي وليا بارزني بالمحاربة ودعاني إليها.
وقال: ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله﴾ (٢) وقال: ﴿إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم﴾ (3) فكل ذلك على ما ذكرت لك وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من ساير الأشياء مما يشاكل ذلك ولو كان يصل إلى الله الأسف والضجر وهو الذي خلقهما وأنشأ هما لجاز أن يقال إن الخالق يبيد يوما ما لأنه إذا دخله الغضب والضجر دخله التغيير وإذا دخله التغيير لم تؤمن عليه الإبادة ثم لم يعرف المكون من المكون ولا القادر من المقدور عليه ولا الخالق من المخلوق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا (4) الثاني: ما رواه أيضا عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل:
(وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) فقال: إن الله وتعالى أعظم وأعز وأجل وأمنع من أن يظلم ولكنه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته حيث يقول:
(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) يعني الأئمة عليهم السلام وقال: (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) (5).
أقول: لا ريب أن قوله: خلطنا بنفسه مجاز على وجه المساواة في الحكم تشريفا وإكراما.
الثالث: ما رواه أيضا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن الروح التي في آدم في