الفصل الثاني فيما يدل على بطلان الحلول والاتحاد ووحدة الوجود من الآيات الشريفة القرآنية وهي كثيرة جدا إلا إنا نقتصر على اثني عشر قسما.
الأول: سورة التوحيد فإنها دالة على الوحدانية والأحدية وعدم قبول القسمة والحلول والاتحاد كما عرفت يستلزمان التعدد والتركيب والانقسام ووحدة الوجود راجعة إلى الاتحاد.
الثاني: قوله تعالى ﴿ليس كمثله شئ﴾ (١) وعلى تقدير الحلول والاتحاد يلزم مساواته للأشياء ومماثلته للأعراض والأجسام.
الثالث: قوله تعالى: ﴿ولا يحيطون به علما﴾ (٢) وعلى ذلك التقدير يمكن إحاطة العلم به البتة.
الرابع: قوله تعالى ﴿لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار﴾ (٣) ولا ريب أنه على ذلك التقدير يصير مدركا بالبصر.
الخامس: قوله تعالى لموسى ﴿لن تراني﴾ (٤) ومعلوم أن موسى قد رأى بدنه وأبدان العارفين في زمانه من الأنبياء وغيرهم فإما أن لا يكون أحد منهم قابلا لذلك ولا عارفا بالله أو يكون الحلول والاتحاد باطلين والأول محال قطعا وذلك ظاهر فلزم بطلان الاعتقاد وهو المطلوب.
السادس: قوله تعالى: ﴿فاعلم أنه لا إله إلا الله﴾ (5) وقوله تعالى (الله لا إله