ومن تثقلهم من صغر إلى كبر وسواد إلى بياض ومن حال إلى حال ومن شبهه بغيره فقد أثبته بصفة المخلوقين المصنوعين الذين لا يستحقون الربوبية (1).
الثالث: ما رواه أيضا عن عبد الرحمن بن أبي نجران أنه سأل أبا جعفر عليه السلام عن التوحيد فقال: أتوهم شيئا فقال: نعم غير معقول ولا محدود فما وقع وهمك عليه من شئ فهو بخلافه لا يشبهه شئ ولا تدركه الأوهام إنما يتوهم شئ غير معقول ولا محدود (2).
الرابع: ما رواه أيضا عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سئل بم عرفت ربك؟ قال:
بما عرفني نفسه قيل: وكيف عرفك نفسه قال: لا يشبه صورة ولا يحس بالحواس ولا يقاس بالناس قريب في بعده بعيد في قربة فوق كل شئ ولايق شئ فوقه أمام كل شئ ولا يقال له أمام، داخل في الأشياء لا كشئ داخل في شئ، وخارج من الأشياء لا كشئ خارج من شئ سبحانه من هو هكذا ولا هكذا غيره (3).
أقول: يأتي إن شاء الله تعالى ما يدل على أن المراد هنا بالدخول المثبت الدخول المجازي وبالخروج الحقيقي.
الخامس: ما رواه أيضا عن أبي جعفر عليه السلام في حديث أن سأله فقال له: أخبرني عن ربك متى كان؟ فقال: ويلك إنما يق لشئ لم يكن متى كان إن ربي تبارك وتعالى كان ولم يزل حيا بلا كيف ولا كان له أين ولا كان في شئ ولا كان على شئ ولا يشبه شيئا مذكورا ولا له حد ولا يعرف بشئ يشبهه أنشأ ما شاء حين شاء بمشيته لا يحد ولا يبعض ولا يفنى ولا تغشاه الأوهام ولا تنزل به الشبهات ولا يحار من شئ ولا تنزل به الأحداث ولا تأخذه سنة ولا نوم (4) الحديث.