لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٥٣٤
أجهده، قال أسامة الهذلي يصف الحمر:
إذا نضحت بالماء وازداد فورها، نجا، وهو مكدوه من الغم ناجد يقول: إذا عرقت الحمر وفارت بالغلي نجا العير. والناجد:
الذي قد عرق. وكده رأسه بالمشط وكدهه: فرقه به، والحاء في كل ذلك لغة. والكده: الغلبة. ورجل مكدوه: مغلوب. وقد كهد وأكهد وكده وأكده كل ذلك إذا أجهده الدؤوب. ويقال: في وجهه كدوه وكدوح أي خموش. ويقال: أصابه شئ فكده وجهه، وبه كده كده وكدوه.
* كره: الأزهري: ذكر الله عز وجل الكره والكره في غير موضع من كتابه العزيز، واختلف القراء في فتح الكاف وضمها، فروي عن أحمد بن يحيى أنه قال قرأ نافع وأهل المدينة في سورة البقرة: وهو كره لكم بالضم في هذا الحرف خاصة، وسائر القرآن بالفتح، وكان عاصم يضم هذا الحرف أيضا، واللذين في الأحقاف: حملته أمه كرها ووضعته كرها، ويقرأ سائرهن بالفتح، وكان الأعمش وحمزة والكسائي يضمون هذه الحروف الثلاثة، والذي في النساء: لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها، ثم قرؤوا كل شئ سواها بالفتح، قال: وقال بعض أصحابنا نختار ما عليه أهل الحجاز أن جميع ما في القرآن بالفتح إلا الذي في البقرة خاصة، فإن القراء أجمعوا عليه. قال أحمد بن يحيى: ولا أعلم بين الأحرف التي ضمها هؤلاء وبين التي فتحوها فرقا في العربية ولا في سنة تتبع، ولا أرى الناس اتفقوا على الحرف الذي في سورة البقرة خاصة إلا أنه اسم، وبقية القرآن مصادر، وقد أجمع كثير من أهل اللغة أن الكره والكره لغتان، فبأي لغة وقع فجائز، إلا الفراء فإنه زعم أن الكره ما أكرهت نفسك عليه، والكره ما أكرهك غيرك عليه، تقول: جئتك كرها وأدخلتني كرها، وقال الزجاج في قوله تعالى: وهو كره لكم، يقال كرهت الشئ كرها وكرها وكراهة وكراهية، قال: وكل ما في كتاب الله عز وجل من الكره فالفتح فيه جائز، إلا في هذا الحرف الذي في هذه الآية، فإن أبا عبيد ذكر أن القراء مجمعون على ضمه، قال: ومعنى كراهيتهم القتال أنهم إنما كرهوه على جنس غلظه عليهم ومشقته، لا أن المؤمنين يكرهون فرض الله، لأن الله تعالى لا يفعل إلا ما فيه الحكمة والصلاح. وقال الليث في الكره والكره: إذا ضموا أو خفضوا قالوا كره، وإذا فتحوا قالوا كرها، تقول: فعلته على كره وهو كره، وتقول: فعلته كرها، قال: والكره المكروه، قال الأزهري: والذي قاله أبو العباس والزجاج فحسن جميل، وما قاله الليث فقد قاله بعضهم، وليس عند النحويين بالبين الواضح. الفراء: الكره، بالضم، المشقة. يقال: قمت على كره أي على مشقة. قال: ويقال أقامني فلان على كره، بالفتح، إذا أكرهك عليه. قال ابن بري: يدل على صحة قول الفراء قوله سبحانه: وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها، ولم يقرأ أحد بضم الكاف. وقال سبحانه وتعالى: كتب عليكم القتال وهو كره لكم، ولم يقرأ أحد بفتح الكاف فيصير الكره، بالفتح، فعل المضطر، الكره، بالضم، فعل المختار. ابن سيده: الكره الإباء والمشقة تكلفها فتحتملها، والكره، بالضم، المشقة تحتملها من غير أن تكلفها. يقال: فعل
(٥٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564