لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٢٠
والفتن: الإحراق بالنار. فتن الشئ في النار يفتنه: أحرقه.
والفتين من الأرض: الحرة التي قد ألبستها كلها حجارة سود كأنها محرقة، والجمع فتن. وقال شمر: كل ما غيرته النار عن حاله فهو مفتون، ويقال للأمة السوداء مفتونة لأنها كالحرة في السواد كأنها محترقة، وقال أبو قيس ابن الأسلت:
غراس كالفتائن معرضات، على آبارها، أبدا عطون وكأن واحدة الفتائن فتينة، وقال بعضهم: الواحدة فتينة، وجمعها فتين، قال الكميت:
ظعائن من بني الحلاف، تأوي إلى خرس نواطق، كالفتينا (* قوله من الحلاف كذا بالأصل بهذا الضبط، وضبط في نسخة من التهذيب بفتح الحاء المهملة).
فحذف الهاء وترك النون منصوبة، ورواه بعضهم: كالفتى نا. ويقال: واحدة الفتين فتنة مثل عزة وعزين. وحكى ابن بري: يقال فتون في الرفع، وفتين في النصب والجر، وأنشد بيت الكميت. والفتنة:
الإحراق. وفتنت الرغيف في النار إذا أحرقته. وفتنة الصدر:
الوسواس. وفتنة المحيا: أن يعدل عن الطريق. وفتنة الممات: أن يسأل في القبر. وقوله عز وجل: إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا، أي أحرقوهم بالنار الموقدة في الأخدود يلقون المؤمنين فيها ليصدوهم عن الإيمان. وفي حديث الحسن: إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات، قال: فتنوهم بالنار أي امتحنوهم وعذبوهم، وقد جعل الله تعالى امتحان عبيده المؤمنين باللأواء ليبلو صبرهم فيثيبهم، أو جزعهم على ما ابتلاهم به فيجزيهم، جزاؤهم فتنة. قال الله تعالى: ألم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، جاء في التفسير:
وهم لا يبتلون في أنفسهم وأموالهم فيعلم بالصبر على البلاء الصادق الإيمان من غيره، وقيل: وهم لا يفتنون وهم لا يمتحنون بما يبين به حقيقة إيمانهم، وكذلك قوله تعالى: ولقد فتنا الذين من قبلهم، أي اختبرنا وابتلينا. وقوله تعالى مخبرا عن الملكين هاروت وماروت: إنما نحن فتنة فلا تكفر، معناه إنما نحن ابتلاء واختبار لكم. وفي الحديث: المؤمن خلق مفتنا أي ممتحنا يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب، من فتنته إذا امتحنته. ويقال فيهما أفتنته أيضا، وهو قليل: قال ابن الأثير: وقد كثر استعمالها فيما أخرجه الاختبار للمكروه، ثم كثر حتى استعمل بمعنى الإثم والكفر والقتال والإحراق والإزالة والصرف عن الشئ. وفتانا القبر: منكر ونكير. وفي حديث الكسوف:
وإنكم تفتنون في القبور، يريد مسألة منكر ونكير، من الفتنة الامتحان، وقد كثرت استعاذته من فتنة القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات وغير ذلك. وفي الحديث: فبي تفتنون وعني تسألون أي تمتحنون بي في قبوركم ويتعرف إيمانكم بنبوتي. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أنه سمع رجلا يتعوذ من الفتن فقال: أتسأل ربك أن لا يرزقك أهلا ولا مالا؟ تأول قوله عز وجل: إنما أموالكم وأولادكم فتنة، ولم يرد فتن القتال والاختلاف. وهما فتنان أي ضربان ولونان، قال نابغة بني جعدة:
هما فتنان مقضي عليه لساعته، فآذن بالوداع
(٣٢٠)
مفاتيح البحث: القتل (2)، القبر (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564