ويقصر، فإذا قلت قعد فلان القرفصاء فكأنك قلت قعد قعودا مخصوصا، وهو أن يجلس على أليتيه ويلصق فخذيه ببطنه ويحتبي بيديه يضعهما على ساقيه كما يحتبي بالثوب، تكون يداه مكان الثوب، عن أبي عبيد. وقال أبو المهدي: هو أن يجلس على ركبتيه منكبا ويلصق بطنه بفخذيه ويتأبط كفيه، وهي جلسة الأعراب، وأنشد:
لو امتخطت وبرا وضبا، ولم تنل غير الجمال كسبا، ولو نكحت جرهما وكلبا، وقيس عيلان الكرام الغلبا، ثم جلست القرفصا منكبا، تحكي أعاريب فلاة هلبا، ثم اتخذت اللات فينا ربا، ما كنت إلا نبطيا قلبا وفي حديث قيلة: أنها وفدت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فرأته وهو جالس القرفصاء، قال أبو عبيد: القرفصاء جلسة المحتبي إلا أنه لا يحتبي بثوب ولكنه يجعل يديه مكان الثوب على ساقيه.
وقال الفراء: جلس فلان القرفصاء، ممدود مضموم. وقال بعضهم:
القرفصا، مكسور الأول مقصور. قال ابن الأعرابي: قعد القرفصا، وهو أن يقعد على رجليه ويجمع ركبتيه ويقبض يديه إلى صدره.
* قرمص: القرموص والقرماص: حفرة يستدفئ فيها الإنسان الصرد من البرد، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:
ألف الحمامة مدخل القرماص والجمع القراميص، قال:
جاء الشتاء ولما أتخذ ربضا، يا ويح كفي من حفر القراميص وقرمص وتقرمص: دخل فيها وتقبض، وقرمصها وتقرمصها:
عملها، قال:
فاعمد إلى أهل الوقير، فإنما يخشى أذاك مقرمص الزرب (* قوله الزرب هكذا ضبط في الأصل.) والقرموص: حفرة الصائد. قال الأزهري: كنت بالبادية فهبت ريح غريبة فرأيت من لا كن لهم من خدمهم يحتفرون حفرا ويتقبضون فيها ويلقون أهدامهم فوقهم يردون بذلك برد الشمال عنهم، ويسمون تلك الحفر القراميص، وقد تقرمص الرجل في قرموصه.
والقرموص: وكر الطائر حيث يفحص في الأرض، وأنشد أبو الهيثم:
عن ذي قراميص لها محجل قال: قراميص ضرعها بواطن أفخاذها في قول بعضهم، قال: وإنما أراد أنها تؤثر لعظم ضرعها إذا بركت مثل قرموص القطاة إذا جثت.
أبو زيد: يقال في وجهه قرماص إذا كان قصير الخدين. والقرموص:
عش الطائر، وخص بعضهم به عش الحمام، قال الأعشى:
وذا شرفات يقصر الطرف دونه، ترى للحمام الورق فيها قرامصا حذف ياء قراميص للضرورة ولم يقل قراميص، وإن احتمله الوزن لأن القطعة من الضرب الثاني من الطويل، ولو أتم لكان من الضرب الأول منه، قال