لسان العرب - ابن منظور - ج ٧ - الصفحة ٣٢٦
القدر بالمسوط والمسواط، وهو خشبة يحرك بها ما فيها ليختلط، كأنه يحرك الناس للمعصية ويجمعهم فيها. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: لتساطن سوط القدر، وحديثه مع فاطمة، رضوان الله عليهما:
مسوط لحمها بدمي ولحمي أي ممزوج ومخلوط، ومنه قصيد كعب بن زهير:
لكنها خلة، قد سيط من دمها فجع وولع، وإخلاف وتبديل أي كأن هذه الأخلاق قد خلطت بدمها. وفي حديث حليمة:
فشقا بطنه فهما يسوطانه. وسوط رأيه: خلطه. واستوط عليه أمره: اضطرب. وأموالهم بينهم سويطة مستوطة أي مختلطة. وإذا خلط الإنسان في أمره قيل: سوط أمره تسويطا، وأنشد:
فسطها ذميم الرأي، غير موفق، فلست على تسويطها بمعان وسمي السوط سوطا لأنه إذا سيط به إنسان أو دابة خلط الدم باللحم، وهو مشتق من ذلك لأنه يخلط الدم باللحم ويسوطه. وقولهم: ضربت زيدا سوطا إنما معناه ضربته ضربة بسوط، ولكن طريق إعرابه أنه على حذف المضاف أي ضربته ضربة سوط، ثم حذفت الضربة على حذف المضاف، ولو ذهبت تتأول ضربته سوطا على أن تقدر إعرابه ضربة بسوط كما أن معناه كذلك ألزمك أن تقدر أنك حذفت الباء كما يحذف حرف الجر في نحو قوله أمرتك الخير وأستغفر الله ذنبا، فتحتاج إلى اعتذار من حذف حرف الجر، وقد غنيت عن ذلك كله بقوله إنه على حذف المضاف في ضربة سوط، ومعناه ضربة بسوط، وجمعه أسواط وسياط. وفي الحديث: معهم سياط كأذناب البقر، هو جمع سوط الذي يجلد به، والأصل سواط، بالواو، فقلبت ياء للكسرة قبلها، ويجمع على الأصل أسواطا. وفي حديث أبي هريرة، رضي الله عنه: فجعلنا نضربه بأسياطنا وقسينا، قال ابن الأثير: هكذا روي بالياء وهو شاذ والقياس أسواطنا، كما يقال في جمع ريح أرياح شاذا والقياس أرواح، وهو المطرد المستعمل، وإنما قلبت الواو في سياط للكسرة قبلها، ولا كسرة في أسواط. وقد ساطه سوطا وسطته أسوطه إذا ضربته بالسوط، قال الشماخ يصف فرسه:
فصوبته كأنه صوب غبية على الأمعز الضاحي، إذا سيط أحضرا صوبته: حملته على الحضر في صبب من الأرض. والصوب: المطر، والغبية: الدفعة منه. وفي الحديث: أول من يدخل النار السواطون، قيل هم الشرط الذين معهم الأسواط يضربون بها الناس.
وساط دابته يسوطه إذا ضربه بالسوط. وساوطني فسطته أسوطه، عن اللحياني، لم يزد على ذلك شيئا، قال ابن سيده: وأراه إنما أراد خاشنني بسوطه أو عارضني به فغلبته، وهذا في الجواهر قليل إنما هو في الأعراض. وقوله عز وجل: فصب عليهم ربك سوط عذاب، أي نصيب عذاب، ويقال: شدته لأن العذاب قد يكون بالسوط، وقال الفراء: هذه الكلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوط جرى به الكلام والمثل، ويروى أن السوط من عذابهم الذي يعذبون به فجرى لكل
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الصاد فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 4
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الجيم 10
5 فصل الحاء المهملة 11
6 فصل الخاء المعجمة 20
7 فصل الدال المهملة 34
8 فصل الراء 39
9 فصل الشين المعجمة 44
10 فصل الصاد المهملة 51
11 فصل العين المهملة 52
12 فصل الغين المعجمة 60
13 فصل الفاء 63
14 فصل القاف 68
15 فصل الكاف 84
16 فصل اللام 86
17 فصل الميم 89
18 فصل النون 95
19 فصل الهاء 103
20 فصل الواو 104
21 فصل الياء 109
22 حرف الضاد فصل الألف 110
23 فصل الباء الموحدة 116
24 فصل التاء المثناة فوقها 129
25 فصل الجيم 129
26 فصل الحاء المهملة 132
27 فصل الخاء المعجمة 143
28 فصل الدال المهملة 148
29 فصل الراء 149
30 فصل الشين المعجمة 165
31 فصل الصاد المعجمة 165
32 فصل العين المهملة 165
33 فصل الغين المعجمة 193
34 فصل الفاء 202
35 فصل القاف 213
36 فصل الكاف 226
37 فصل اللام 227
38 فصل الميم 227
39 فصل النون 235
40 فصل الهاء 247
41 فصل الواو 249
42 فصل الياء 252
43 حرف الطاء فصل الألف 253
44 فصل الباء الموحدة 258
45 فصل التاء المثناة 266
46 فصل الثاء المثلثة 266
47 فصل الجيم 269
48 فصل الحاء المهملة 269
49 فصل الخاء المعجمة 280
50 فصل الدال المهملة 301
51 فصل الذال المعجمة 301
52 فصل الراء 302
53 فصل الزاي 307
54 فصل السين المهملة 308
55 فصل الشين المعجمة 327
56 فصل الصاد المهملة 340
57 فصل الضاد المعجمة 340
58 فصل الطاء المهملة 345
59 فصل العين المهملة 347
60 فصل الغين المعجمة 358
61 فصل الفاء 366
62 فصل القاف 373
63 فصل الكاف 386
64 فصل اللام 387
65 فصل الميم 397
66 فصل النون 410
67 فصل الهاء 421
68 فصل الواو 424
69 فصل الياء 434
70 فصل الظاء المعجمة 436
71 فصل الجيم 437
72 فصل الحاء المهملة 439
73 فصل الخاء المعجمة 443
74 فصل الدال المهملة 443
75 فصل الراء 444
76 فصل الشين المعجمة 445
77 فصل العين المهملة 447
78 فصل الغين المعجمة 449
79 فصل الفاء 451
80 فصل القاف 454
81 فصل الكاف 457
82 فصل اللام 458
83 فصل الميم 462
84 فصل النون 464
85 فصل الواو 465
86 فصل الياء 466