لأنعتن نعامة ميفاضا خرجاء تغدو تطلب الإضاضا (* قوله الاضاض هو الملجأ كما تقدم ووضعت في الأصل الذي بأيدينا لفظة الملجأ هنا بإزاء البيت.) وأوفضها واستوفضها: طردها. وفي حديث وائل بن حجر: من زنى من بكر فأصقعوه كذا واستوفضوه عاما أي اضربوه واطردوه عن أرضه وغربوه وانفوه، وأصله من قولك استوفضت الإبل إذا تفرقت في رعيها. الفراء في قوله عز وجل: كأنهم إلى نصب يوفضون، الإيفاض الإسراع، أي يسرعون. وقال الليث: الإبل تفض وفضا وتستوفض وأوفضها صاحبها، وقال ذو الرمة يصف ثورا وحشيا:
طاوي الحشا قصرت عنه محرجة، مستوفض من بنات القفر مشهوم قال الأصمعي: مستوفض أي أفزع فاستوفض، وأوفض إذا أسرع. وقال أبو زيد: ما لي أراك مستوفضا أي مذعورا، وقال أبو مالك: استوفض استعجل، وأنشد لرؤبة:
إذا مطونا نقضة أو نقضا، تعوي البر مستوفضات وفضا تعوي أي تلوي. يقال: عوت الناقة برتها في سيرها أي لوتها بخطامها، ومثل شعر رؤبة قول جرير:
يستوفض الشيخ لا يثني عمامته، والثلج فوق رؤوس الأكم مركوم وقال الحطيئة:
وقدر إذا ما أنفض الناس، أوفضت إليها بأيتام الشتاء الأرامل وأوفض واستوفض: أسرع. واستوفضه إذا طرده واستعجله.
والوفض: العجلة. واستوفضها: استعجلها. وجاء على وفض ووفض أي على عجل. والمستوفض: النافر من الذعر كأنه طلب وفضه أي عدوه. يقال: وفض وأوفض إذا عدا.
ويقال: لقيته على أوفاض أي على عجلة مثل أوفاز، قال رؤبة:
يمشي بنا الجد على أوفاض قال أبو تراب: سمعت خليفة الحصيني يقول: أوضعت الناقة وأوضفت إذا خبت، وأوضفتها فوضفت وأوفضتها فوفضت. ويقال للأخلاط: أوفاض، والأوفاض: الفرق من الناس والأخلاط من قبائل شتى كأصحاب الصفة. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم:
أنه أمر بصدقة أن توضع في الأوفاض، فسروا أنهم أهل الصفة وكانوا أخلاطا، وقيل: هم الذين مع كل واحد منهم وفضة، وهي مثل الكنانة الصغيرة يلقي فيها طعامه، والأول أجود. قال أبو عمرو:
الأوفاض هم الفرق من الناس والأخلاط، من وفضت الإبل إذا تفرقت، وقيل: هم الفقراء الضعاف الذين لا دفاع بهم، واحدهم وفض (* دقوله واحدهم وفض كذا في الأصل والنهاية بلا ضبط.). وفي الحديث: أن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: مالي كله صدقة، فأقتر أبواه حتى جلسا مع الأوفاض أي افتقرا حتى جلسا مع الفقراء، قال أبو عبيد: وهذا كله عندنا واحد لأن أهل الصفة إنما كانوا أخلاطا من قبائل شتى، وأنكر أن يكون مع كل رجل منهم وفضة. ابن شميل: الجعبة المستديرة الواسعة