تقول فاظت نفسه إلا بني ضبة فإنهم يقولون فاضت نفسه، بالضاد، وأهل الحجاز وطئ يقولون فاظت نفسه، وقضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت نفسه مثل فاضت دمعته، وزعم أبو عبيد أنها لغة لبعض بني تميم يعني فاظت نفسه وفاضت، وأنشد:
فقئت عين وفاضت نفس وأنشده الأصمعي، وقال إنما هو: وطن الضرس. وفي حديث الدجال: ثم يكون على أثر ذلك الفيض، قيل: الفيض ههنا الموت. قال ابن الأثير: يقال فاضت نفسه أي لعابه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج روحه. وفاض الحديث والخبر واستفاض: ذاع وانتشر. وحديث مستفيض:
ذائع، ومستفاض قد استفاضوه أي أخذوا فيه، وأباها أكثرهم حتى يقال: مستفاض فيه، وبعضهم يقول: استفاضوه، فهو مستفاض.
التهذيب: وحديث مستفاض مأخوذ فيه قد استفاضوه أي أخذوا فيه، ومن قال مستفيض فإنه يقول ذائع في الناس مثل الماء المستفيض. قال أبو منصور: قال الفراء والأصمعي وابن السكيت وعامة أهل اللغة لا يقال حديث مستفاض، وهو لحن عندهم، وكلام الخاص حديث مستفيض منتشر شائع في الناس. ودرع فيوض وفاضة: واسعة، الأخيرة عن ابن جني. ورجل مفاض:
واسع البطن، والأنثى مفاضة. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: مفاض البطن أي مستوي البطن مع الصدر، وقيل: المفاض أن يكون فيه امتلاء من فيض الإناء ويريد به أسفل بطنه، وقيل: المفاضة من النساء العظيمة البطن المسترخية اللحم، وقد أفيضت، وقيل: هي المفضاة أي المجموعة المسلكين كأنه مقلوب عنه.
وأفاض المرأة عند الافتضاض: جعل مسلكيها واحدا. وامرأة مفاضة إذا كانت ضخمة البطن. واستفاض المكان إذا اتسع، فهو مستفيض، قال ذو الرمة:
بحيث استفاض القنع غربي واسط ويقال: استفاض الوادي شجرا أي اتسع وكثر شجره. والمستفيض:
الذي يسأل إفاضة الماء وغيره.
وأفاض البعير بجرته: رماها متفرقة كثيرة، وقيل: هو صوت جرته ومضغه، وقال اللحياني: هو إذا دفعها من جوفه، قال الراعي:
وأفضن بعد كظومهن بجرة من ذي الأبارق، إذ رعين حقيلا ويقال: كظم البعير إذا أمسك عن الجرة. وأفاض القوم في الحديث: انتشروا، وقال اللحياني: هو إذا اندفعوا وخاضوا وأكثروا. وفي التنزيل: إذ تفيضون فيه، أي تندفعون فيه وتنبسطون في ذكره.
وفي التنزيل أيضا: لمسكم فيما أفضتم. وأفاض الناس من عرفات إلى منى: اندفعوا بكثرة إلى منى بالتلبية، وكل دفعة إفاضة. وفي التنزيل: فإذا أفضتم من عرفات، قال أبو إسحق: دل بهذا اللفظ أن الوقوف بها واجب لأن الإفاضة لا تكون إلا بعد وقوف، ومعنى أفضتم دفعتم بكثرة. وقال خالد بن جنبة: الإفاضة سرعة الركض. وأفاض الراكب إذا دفع بعيره سيرا بين الجهد ودون ذلك، قال: وذلك نصف عدو الإبل عليها