امتلأ وباح به ولم يطق كتمه، وكذلك النهر بمائه والإناء بما فيه.
وماء فيض: كثير. والحوض فائض أي ممتلئ. والفيض: النهر، والجمع أفياض وفيوض، وجمعهم له يدل على أنه لم يسم بالمصدر.
وفيض البصرة: نهرها، غلب ذلك عليه لعظمه. التهذيب: ونهر البصرة يسمى الفيض، والفيض نهر مصر. ونهر فياض أي كثير الماء. ورجل فياض أي وهاب جواد. وأرض ذات فيوض إذا كان فيها ماء يفيض حتى يعلو. وفاض اللئام: كثروا. وفرس فيض: جواد كثير العدو. ورجل فيض وفياض: كثير المعروف. وفي الحديث أنه قال لطلحة: أنت الفياض، سمي به لسعة عطائه وكثرته وكان قسم في قومه أربعمائة ألف، وكان جوادا.
وأفاض إناءه إفاضة: أتأقه، عن اللحياني، قال ابن سيده: وعندي أنه إذا ملأه حتى فاض. وأعطاه غيضا من فيض أي قليلا من كثير، وأفاض بالشئ: دفع به ورمى، قال أبو صخر الهذلي يصف كتيبة:
تلقوها بطائحة زحوف، تفيض الحصن منها بالسخال وفاض يفيض فيضا وفيوضا: مات. وفاضت نفسه تفيض فيضا:
خرجت، لغة تميم، وأنشد:
تجمع الناس وقالوا: عرس، ففقئت عين، وفاضت نفس وأنشده الأصمعي وقال إنما هو: وطن الضرس. وذهبنا في فيض فلان أي في جنازته. وفي حديث الدجال: ثم يكون على أثر ذلك الفيض، قال شمر: سألت البكراوي عنه فقال: الفيض الموت ههنا، قال: ولم أسمعه من غيره إلا أنه قال: فاضت نفسه أي لعابه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج روحه. وقال ابن الأعرابي: فاض الرجل وفاظ إذا مات، وكذلك فاظت نفسه. وقال أبو الحسن: فاضت نفسه الفعل للنفس، وفاض الرجل يفيض وفاظ يفيظ فيظا وفيوظا. وقال الأصمعي: لا يقال فاظت نفسه ولا فاضت، وإنما هو فاض الرجل وفاظ إذا مات. قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو يقول: لا يقال فاظت نفسه ولكن يقال فاظ إذا مات، بالظاء، ولا يقال فاض، بالضاد. وقال شمر: إذا تفيضوا أنفسهم أي تقيأوا.
الكسائي: هو يفيظ نفسه (* قوله يفيظ نفسه أي يقيؤها كما يعلم من القاموس في فيظ.). وحكى الجوهري عن الأصمعي: لا يقال فاض الرجل ولا فاضت نفسه وإنما يفيض الدمع والماء. قال ابن بري: الذي حكاه ابن دريد عن الأصمعي خلاف هذا، قال ابن دريد: قال الأصمعي تقول العرب فاظ الرجل إذا مات، فإذا قالوا فاضت نفسه قالوها بالضاد، وأنشد:
فقئت عين وفاضت نفس قال: وهذا هو المشهور من مذهب الأصمعي، وإنما غلط الجوهري لأن الأصمعي حكى عن أبي عمرو أنه لا يقال فاضت نفسه، ولكن يقال فاظ إذا مات، قال: ولا يقال فاض، بالضاد، بتة، قال: ولا يلزم مما حكاه من كلامه أن يكون معتقدا له، قال: وأما أبو عبيدة فقال فاظت نفسه، بالظاء، لغة قيس، وفاضت، بالضاد، لغة تميم. وقال أبو حاتم: سمعت أبا زيد يقول:
بنو ضبة وحدهم يقولون فاضت نفسه، وكذلك حكى المازني عن أبي زيد، قال:
كل العرب