لسان العرب - ابن منظور - ج ٧ - الصفحة ١٢٦
البلد: تريكة النعامة. وبيضة البلد: السيد، عن ابن الأعرابي، وقد يذم ببيضة البلد، وأنشد ثعلب في الذم للراعي يهجو ابن الرقاع العاملي:
لو كنت من أحد يهجى هجوتكم، يا ابن الرقاع، ولكن لست من أحد تأبى قضاعة لم تعرف لكم نسبا وابنا نزار، فأنتم بيضة البلد أراد أنه لا نسب له ولا عشيرة تحميه، قال: وسئل ابن الأعرابي عن ذلك فقال: إذا مدح بها فهي التي فيها الفرخ لأن الظليم حينئذ يصونها، وإذا ذم بها فهي التي قد خرج الفرخ منها ورمى بها الظليم فداسها الناس والإبل. وقولهم: هو أذل من بيضة البلد أي من بيضة النعام التي يتركها، وأنشد كراع للمتلمس في موضع الذم وذكره أبو حاتم في كتاب الأضداد، وقال ابن بري الشعر لصنان بن عباد اليشكري وهو:
لما رأى شمط حوضي له ترع على الحياض، أتاني غير ذي لدد لو كان حوض حمار ما شربت به، إلا بإذن حمار آخر الأبد لكنه حوض من أودى بإخوته ريب المنون، فأمسى بيضة البلد أي أمسى ذليلا كهذه البيضة التي فارقها الفرخ فرمى بها الظليم فديست فلا أذل منها. قال ابن بري: حمار في البيت اسم رجل وهو علقمة بن النعمان بن قيس بن عمرو بن ثعلبة، وشمط هو شمط ابن قيس بن عمرو بن ثعلبة اليشكري، وكان أورد إبله حوض صنان بن عباد قائل هذا الشعر فغضب لذلك، وقال المرزوقي: حمار أخوه وكان في حياته يتعزز به، ومثله قول الآخر يهجو حسان بن ثابت وفي التهذيب انه لحسان:
أرى الجلابيب قد عزوا، وقد كثروا، وابن الفريعة أمسى بيضة البلد قال أبو منصور: هذا مدح. وابن فريعة: أبوه (* قوله وابن فريعة أبوه كذا بالأصل وفي القاموس في مادة فرع ما نصه: وحسان بن ثابت يعرف بابن الفريعة كجهينة وهي أمه.). وأراد بالجلابيب سفلة الناس وغثراءهم، قال أبو منصور: وليس ما قاله أبو حاتم بجيد، ومعنى قول حسان أن سفلة الناس عزوا وكثروا بعد ذلتهم وقلتهم، وابن فريعة الذي كان ذا ثروة وثراء قد أخر عن قديم شرفه وسؤدده، واستبد بالأمر دونه فهو بمنزلة بيضة البلد التي تبيضها النعامة ثم تتركها بالفلاة فلا تحضنها، فتبقى تركة بالفلاة.
وروى أبو عمرو عن أبي العباس: العرب تقول للرجل الكريم: هو بيضة البلد يمدحونه، ويقولون للآخر: هو بيضة البلد يذمونه، قال: فالممدوح يراد به البيضة التي تصونها النعامة وتوقيها الأذى لأن فيها فرخها فالممدوح من ههنا، فإذا انفلقت عن فرخها رمى بها الظليم فتقع في البلد القفر فمن ههنا ذم الآخر. قال أبو بكر في قولهم فلان بيضة البلد: هو من الأضداد يكون مدحا ويكون ذما، فإذا مدح الرجل فقيل هو بيضة البلد أريد به واحد البلد الذي يجتمع إليه ويقبل قوله، وقيل فرد ليس أحد مثله في شرفه، وأنشد أبو العباس لامرأة من بني عامر بن لؤي ترثي عمرو بن عبد ود وتذكر قتل علي إياه:
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الصاد فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 4
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الجيم 10
5 فصل الحاء المهملة 11
6 فصل الخاء المعجمة 20
7 فصل الدال المهملة 34
8 فصل الراء 39
9 فصل الشين المعجمة 44
10 فصل الصاد المهملة 51
11 فصل العين المهملة 52
12 فصل الغين المعجمة 60
13 فصل الفاء 63
14 فصل القاف 68
15 فصل الكاف 84
16 فصل اللام 86
17 فصل الميم 89
18 فصل النون 95
19 فصل الهاء 103
20 فصل الواو 104
21 فصل الياء 109
22 حرف الضاد فصل الألف 110
23 فصل الباء الموحدة 116
24 فصل التاء المثناة فوقها 129
25 فصل الجيم 129
26 فصل الحاء المهملة 132
27 فصل الخاء المعجمة 143
28 فصل الدال المهملة 148
29 فصل الراء 149
30 فصل الشين المعجمة 165
31 فصل الصاد المعجمة 165
32 فصل العين المهملة 165
33 فصل الغين المعجمة 193
34 فصل الفاء 202
35 فصل القاف 213
36 فصل الكاف 226
37 فصل اللام 227
38 فصل الميم 227
39 فصل النون 235
40 فصل الهاء 247
41 فصل الواو 249
42 فصل الياء 252
43 حرف الطاء فصل الألف 253
44 فصل الباء الموحدة 258
45 فصل التاء المثناة 266
46 فصل الثاء المثلثة 266
47 فصل الجيم 269
48 فصل الحاء المهملة 269
49 فصل الخاء المعجمة 280
50 فصل الدال المهملة 301
51 فصل الذال المعجمة 301
52 فصل الراء 302
53 فصل الزاي 307
54 فصل السين المهملة 308
55 فصل الشين المعجمة 327
56 فصل الصاد المهملة 340
57 فصل الضاد المعجمة 340
58 فصل الطاء المهملة 345
59 فصل العين المهملة 347
60 فصل الغين المعجمة 358
61 فصل الفاء 366
62 فصل القاف 373
63 فصل الكاف 386
64 فصل اللام 387
65 فصل الميم 397
66 فصل النون 410
67 فصل الهاء 421
68 فصل الواو 424
69 فصل الياء 434
70 فصل الظاء المعجمة 436
71 فصل الجيم 437
72 فصل الحاء المهملة 439
73 فصل الخاء المعجمة 443
74 فصل الدال المهملة 443
75 فصل الراء 444
76 فصل الشين المعجمة 445
77 فصل العين المهملة 447
78 فصل الغين المعجمة 449
79 فصل الفاء 451
80 فصل القاف 454
81 فصل الكاف 457
82 فصل اللام 458
83 فصل الميم 462
84 فصل النون 464
85 فصل الواو 465
86 فصل الياء 466