جدة أي استغنى غنى لا فقر بعده. وفي الحديث: لي الواجد يحل عقوبته وعرضه أي القادر على قضاء دينه. وقال: الحمد لله الذي أوجدني بعد فقر أي أغناني، وآجدني بعد ضعف أي قواني. وهذا من وجدي أي قدرتي. وتقول: وجدت في الغنى واليسار وجدا ووجدانا (* قوله وجدا ووجدانا واو وجدا مثلثة، أفاده القاموس.) وقال أبو عبيد: الواجد الذي يجد ما يقضي به دينه.
ووجد الشئ عن عدم، فهو موجود، مثل حم فهو محموم، وأوجده الله ولا يقال وجده، كما لا يقال حمه.
ووجد عليه في الغضب يجد ويجد وجدا وجدة وموجدة ووجدانا: غضب. وفي حديث الإيمان: إني سائلك فلا تجد علي أي لا تغضب من سؤالي، ومنه الحديث: لم يجد الصائم على المفطر، وقد تكرر ذكره في الحديث اسما وفعلا ومصدرا وأنشد اللحياني قول صخر الغي:
كلانا رد صاحبه بيأس وتأنيب، ووجدان شديد فهذا في الغضب لأن صخر الغي أيأس الحمامة من ولدها فغضبت عليه، ولأن الحمامة أيأسته من ولده فغضب عليها. ووجد به وجدا: في الحب لا غير، وإنه ليجد بفلانة وجدا شديدا إذا كان يهواها ويحبها حبا شديدا. وفي الحديث، حديث ابن عمر وعيينة بن حصن: والله ما بطنها بوالد ولا زوجها بواجد أي أنه لا يحبها، وقالت شاعرة من العرب وكان تزوجها رجل من غير بلدها فعنن عنها:
من يهد لي من ماء بقعاء شربة، فإن له من ماء لينة أربعا لقد زادني وجدا ببقعاء أنني وجدت مطايانا بلينة ظلعا فمن مبلغ تربي بالرمل أنني بكيت، فلم أترك لعيني مدمعا؟
تقول: من أهدى لي شربة من ماء بقعاء على ما هو من مرارة الطعم فإن له من ماء لينة على ما هو به من العذوبة أربع شربات، لأن بقعاء حبيبة إلي إذ هي بلدي ومولدي، ولينة بغيضة إلي لأن الذي تزوجني من أهلها غير مأمون علي، وإنما تلك كناية عن تشكيها لهذا الرجل حين عنن عنها، وقولها: لقد زادني حبا لبلدتي بقعاء هذه أن هذا الرجل الذي تزوجني من أهل لينة عنن عني فكان كالمطية الظالعة لا تحمل صاحبها، وقولها: فمن مبلغ تربي (البيت) تقول: هل من رجل يبلغ صاحبتي بالرمل أن بعلي ضعف عني وعنن، فأوحشني ذلك إلى أن بكيت حتى قرحت أجفاني فزالت المدامع ولم يزل ذلك الجفن الدامع، قال ابن سيده: وهذه الأبيات قرأتها على أبي العلاء صاعد بن الحسن في الكتاب الموسوم بالفصوص. ووجد الرجل في الحزن وجدا، بالفتح، ووجد، كلاهما عن اللحياني: حزن. وقد وجدت فلانا فأنا أجد وجدا، وذلك في الحزن.
وتوجدت لفلان أي حزنت له. أبو سعيد: توجد فلان أمر كذا إذا شكاه، وهم لا يتوجدون سهر ليلهم ولا يشكون ما مسهم من مشقته.
* وحد: الواحد: أول عدد الحساب وقد ثني، أنشد ابن الأعرابي:
فلما التقينا واحدين علوته بذي الكف، إني للكماة ضروب وجمع بالواو والنون، قال الكميت: