لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٩١
ورجل مبعد: بعيد الأسفار، قال كثير عزة:
مناقلة عرض الفيافي شملة، مطية قذاف على الهول مبعد وقال الفراء في قوله عز وجل، مخبرا عن قوم سبا: ربنا باعد بين أسفارنا، قال: قرأه العوام باعد، ويقرأ على الخبر: ربنا باعد بين أسفارنا، وبعد. وبعد جزم، وقرئ: ربنا بعد بين أسفارنا، وبين أسفارنا، قال الزجاج: من قرأ باعد وبعد فمعناهما واحد، وهو على جهة المسألة ويكون المعنى أنهم سئموا الراحة وبطروا النعمة، كما قال قوم موسى: ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض (الآية)، ومن قرأ:
بعد بين أسفارنا، فالمعنى ما يتصل بسفرنا، ومن قرأ بالنصب: بعد بين أسفارنا، فالمعنى بعد ما بين أسفارنا وبعد سيرنا بين أسفارنا، قال الأزهري: قرأ أبو عمرو وابن كثير: بعد، بغير ألف، وقرأ يعقوب الحضرمي: ربنا باعد، بالنصب على الخبر، وقرأ نافع وعاصم والكسائي وحمزة: باعد، بالألف، على الدعاء، قال سيبويه: وقالوا بعدك يحذره شيئا من خلفه.
وبعد بعدا وبعد: هلك أو اغترب، فهو باعد.
والبعد: الهلاك، قال تعالى: ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود، وقال مالك بن الريب المازني:
يقولون لا تبعد، وهم يدفنونني، وأين مكان البعد إلا مكانيا؟
وهو من البعد. وقرأ الكسائي والناس: كما بعدت، وكان أبو عبد الرحمن السلمي يقرؤها بعدت، يجعل الهلاك والبعد سواء وهما قريبان من السواء، إلا أن العرب بعضهم يقول بعد وبعضهم يقول بعد مثل سحق وسحق، ومن الناس من يقول بعد في المكان وبعد في الهلاك، وقال يونس: العرب تقول بعد الرجل وبعد إذا تباعد في غير سب، ويقال في السب: بعد وسحق لا غير.
والبعاد: المباعدة، قال ابن شميل: راود رجل من العرب أعرابية فأبت إلا أن يجعل لها شيئا، فجعل لها درهمين فلما خالطها جعلت تقول: غمزا ودرهماك لك، فإن لم تغمز فبعد لك، رفعت البعد، يضرب مثلا للرجل تراه يعمل العمل الشديد. والبعد والبعاد: اللعن، منه أيضا.
وأبعده الله: نحاه عن الخير وأبعده. تقول: أبعده الله أي لا يرثى له فيما يزل به، وكذلك بعدا له وسحقا ونصب بعدا على المصدر ولم يجعله اسما. وتميم ترفع فتقول: بعد له وسحق، كقولك: غلام له وفرس. وفي حديث شهادة الأعضاء يوم القيامة فيقول: بعدا لك وسحقا أي هلاكا، ويجوز أن يكون من البعد ضد القرب. وفي الحديث:
أن رجلا جاء فقال إن الأبعد قد زنى، معناه المتباعد عن الخير والعصمة.
وجلست بعيدة منك وبعيدا منك، يعني مكانا بعيدا، وربما قالوا:
هي بعيد منك أي مكانها، وفي التنزيل: وما هي من الظالمين ببعيد. وأما بعيدة العهد، فبالهاء، ومنزل بعد بعيد.
وتنح غير بعيد أي كن قريبا، وغير باعد أي صاغر. يقال:
انطلق يا فلان غير باعد أي لا ذهبت، الكسائي: تنح غير باعد أي غير صاغر، وقول النابغة الذبياني:
فضلا على الناس في الأدنى وفي البعد قال أبو نصر: في القريب والبعيد، ورواه ابن الأعرابي: في الأدنى وفي البعد، قال: بعيد وبعد. والبعد، بالتحريك: جمع باعد مثل خادم وخدم. ويقال: إنه لغير أبعد إذا ذمه أي لا خير فيه، ولا
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518