لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٩٠
وقال: وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا، وقال: إن رحمة الله قريب من المحسنين، قال: ولو أنثتا وثنيتا على بعدت منك فهي بعيدة وقربت فهي قريبة كان صوابا. قال: ومن قال قريب وبعيد وذكرهما لم يثن قريبا وبعيدا، فقال: هما منك قريب وهما منك بعيد، قال: ومن أنثهما فقال هي منك قريبة وبعيدة ثنى وجمع فقال قريبات وبعيدات، وأنشد:
عشية لا عفراء منك قريبة فتدنو، ولا عفراء منك بعيد وما أنت منا ببعيد، وما أنتم منا ببعيد، يستوي فيه الواحد والجمع، وكذلك ما أنت منا ببعد وما أنتم منا ببعد أي بعيد. قال: وإذا أردت بالقريب والبعيد قرابة النسب أنثت لا غير، لم تختلف العرب فيها.
وقال الزجاج في قول الله عز وجل: إن رحمة الله قريب من المحسنين، إنما قيل قريب لأن الرحمة والغفران والعفو في معنى واحد، وكذلك كل تأنيث ليس بحقيقي، قال وقال الأخفش: جائز أن تكون الرحمة ههنا بمعنى المطر، قال وقال بعضهم: يعني الفراء هذا ذكر ليفصل بين القريب من القرب والقريب من القرابة، قال: وهذا غلط، كل ما قرب في مكان أو نسب فهو جار على ما يصيبه من التذكير والتأنيث، وبيننا بعدة من الأرض والقرابة، قال الأعشى:
بأن لا تبغ الود من متباعد، ولا تنأ من ذي بعدة إن تقربا وفي الدعاء: بعدا له نصبوه على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره أي أبعده الله. وبعد باعد: على المبالغة وإن دعوت به فالمختار النصب، وقوله:
مدا بأعناق المطي مدا، حتى توافي الموسم الأبعدا فإنه أراد الأبعد فوقف فشدد، ثم أجراه في الوصل مجراه في الوقف، وهو مما يجوز في الشعر، كقوله:
ضخما يحب الخلق الأضخما وقال الليث: يقال هو أبعد وأبعدون وأقرب وأقربون وأباعد وأقارب، وأنشد:
من الناس من يغشى الأباعد نفعه، ويشقى به، حتى الممات، أقاربه فإن يك خيرا، فالبعيد يناله، وإن يك شرا، فابن عمك صاحبه والبعدان، جمع بعيد، مثل رغيف ورغفان. ويقال: فلان من قربان الأمير ومن بعدانه، قال أبو زيد: يقال للرجل إذا لم تكن من قربان الأمير فكن من بعدانه، يقول: إذا لم تكن ممن يقترب منه فتباعد عنه لا يصيبك شره. وفي حديث مهاجري الحبشة: وجئنا إلى أرض البعداء، قال ابن الأثير: هم الأجانب الذين لا قرابة بيننا وبينهم، واحدهم بعيد. وقال النضر في قولهم هلك الأبعد قال: يعني صاحبه، وهكذا يقال إذا كنى عن اسمه. ويقال للمرأة: هلكت البعدى، قال الأزهري: هذا مثل قولهم فلا مرحبا بالآخر إذا كنى عن صاحبه وهو يذمه. وقال: أبعد الله الآخر، قال: ولا يقال للأنثى منه شئ. وقولهم: كب الله الأبعد لفيه أي ألقاه لوجهه، والأبعد: الخائن. والأباعد: خلاف الأقارب، وهو غير بعيد منك وغير بعد.
وباعده مباعدة وبعادا وباعد الله ما بينهما وبعد، ويقرأ:
ربنا باعد بين أسفارنا، وبعد، قال الطرماح:
تباعد منا من نحب اجتماعه، وتجمع منا بين أهل الضغائن
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518