لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٩٢
له بعد:
مذهب، وقول صخر الغي:
الموعدينا في أن نقتلهم، أفناء فهم، وبيننا بعد أ أن أفناء فهم ضروب منهم. بعد جمع بعدة. وقال الأصمعي:
أتانا فلان من بعدة أي من أرض بعيدة. ويقال: إنه لذو بعدة أي لذو رأي وحزم. يقال ذلك للرجل إذا كان نافذ الرأي ذا غور وذا بعد رأي.
وما عنده أبعد أي طائل، قال رجل لابنه: إن غدوت على المربد ربحت عنا أو رجعت بغير أبعد أي بغير منفعة.
وذو البعدة: الذي يبعد في المعاداة، وأنشد ابن الأعرابي لرؤبة:
يكفيك عند الشدة اليبيسا، ويعتلي ذا البعدة النحوسا وبعد: ضد قبل، يبنى مفردا ويعرب مضافا، قال الليث: بعد كلمة دالة على الشئ الأخير، تقول: هذا بعد هذا، منصوب. وحكى سيبويه أنهم يقولون من بعد فينكرونه، وافعل هذا بعدا. قال الجوهري: بعد نقيض قبل، وهما اسمان يكونان ظرفين إذا أضيفا، وأصلهما الإضافة، فمتى حذفت المضاف إليه لعلم المخاطب بنيتهما على الضم ليعلم أنه مبني إذ كان الضم لا يدخلهما إعرابا، لأنهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع المبتدأ ولا الخبر، وقوله تعالى: لله الأمر من قبل ومن بعد أي من قبل الأشياء وبعدها، أصلهما هنا الخفض ولكن بنيا على الضم لأنهما غايتان، فإذا لم يكونا غاية فهما نصب لأنهما صفة، ومعنى غاية أي أن الكلمة حذفت منها الإضافة وجعلت غاية الكلمة ما بقي بعد الحذف، وإنما بنيتا على الضم لأن إعرابهما في الإضافة النصب والخفض، تقول رأيته قبلك ومن قبلك، ولا يرفعان لأنهما لا يحدث عنهما، استعملا ظرفين فلما عدلا عن بابهما حركا بغير الحركتين اللتين كانتا له يدخلان بحق الإعراب، فأما وجوب بنائهما وذهاب إعرابهما فلأنهما عرفا من غير جهة التعريف، لأنه حذف منهما ما أضيفتا إليه، والمعنى: لله الأمر من قبل أن تغلب الروم ومن بعد ما غلبت. وحكى الأزهري عن الفراء قال: القراءة بالرفع بلا نون لأنهما في المعنى تراد بهما الإضافة إلى شئ لا محالة، فلما أدتا غير معنى ما أضيفتا إليه وسمتا بالرفع وهما في موضع جر، ليكون الرفع دليلا على ما سقط، وكذلك ما أشبههما، كقوله:
إن يأت من تحت أجيه من عل وقال الآخر:
إذا أنا لم أو من عليك، ولم يكن لقاؤك الا من وراء وراء فرفع إذ جعله غاية ولم يذكر بعده الذي أضيف إليه، قال الفراء:
وإن نويت أن تظهر ما أضيف إليه وأظهرته فقلت: لله الأمر من قبل ومن بعد، جاز كأنك أظهرت المخفوض الذي أضفت إليه قبل وبعد، قال ابن سيده: ويقرأ لله الأمر من قبل ومن بعد يجعلونهما نكرتين، المعنى: لله الأمر من تقدم وتأخر، والأول أجود. وحكى الكسائي: لله الأمر من قبل ومن بعد، بالكسر بلا تنوين، قال الفراء: تركه على ما كان يكون عليه في الإضافة، واحتج بقول الأول:
بين ذراعي وجبهة الأسد قال: وهذا ليس كذلك لأن المعنى بين ذراعي الأسد وجبهته، وقد ذكر أحد المضاف إليهما، ولو كان: لله الأمر من قبل ومن بعد كذا، لجاز على هذا وكان
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518