لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٨٦
العين وهو الكحل. وبرد عينه، مخففا، بالكحل وبالبرود يبردها بردا: كحلها به وسكن ألمها، وبردت عينه كذلك، واسم الكحل البرود، والبرود كحل تبرد به العين من الحر، وفي حديث الأسود: أنه كان يكتحل بالبرود وهو محرم، البرود، بالفتح: كحل فيه أشياء باردة. وكل ما برد به شئ: برود. وبرد عليه حق: وجب ولزم. وبرد لي عليه كذا وكذا أي ثبت. ويقال: ما برد لك على فلان، وكذلك ما ذاب لك عليه أي ما ثبت ووجب. ولي عليه ألف بارد أي ثابت، قال:
اليوم يوم بارد سمومه، من عجز اليوم فلا تلومه أي حره ثابت، وقال أوس بن حجر:
أتاني ابن عبد الله قرط أخصه، وكان ابن عم، نصحه لي بارد وبرد في أيديهم سلما لا يفدى ولا يطلق ولا يطلب.
وإن أصحابك لا يبالون ما بردوا عليك أي أثبتوا عليك. وفي حديث عائشة، رضي الله تعالى عنها: لا تبردي عنه أي لا تخففي. يقال: لا تبرد عن فلان معناه إن ظلمك فلا تشتمه فتنقص من إثمه، وفي الحديث: لا تبردوا عن الظالم أي لا تشتموه وتدعوا عليه فتخففوا عنه من عقوبة ذنبه.
والبريد: فرسخان، وقيل: ما بين كل منزلين بريد. والبريد: الرسل على دواب البريد، والجمع برد. وبرد بريدا: أرسله. وفي الحديث:
أنه، صلى الله عليه وسلم، قال: إذا أبردتم إلي بريدا فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم، البريد: الرسول وإبراده إرساله، قال الراجز:
رأيت للموت بريدا مبردا وقال بعض العرب: الحمى بريد الموت، أراد أنها رسول الموت تنذر به. وسكك البريد: كل سكة منها اثنا عشر ميلا. وفي الحديث: لا تقصر الصلاة في أقل من أربعة برد، وهي ستة عشر فرسخا، والفرسخ ثلاثة أميال، والميل أربعة آلاف ذراع، والسفر الذي يجوز فيه القصر أربعة برد، وهي ثمانية وأربعون ميلا بالأميال الهاشمية التي في طريق مكة، وقيل لدابة البريد: بريد، لسيره في البريد، قال الشاعر:
إني أنص العيس حتى كأنني، عليها بأجواز الفلاة، بريدا وقال ابن الأعرابي: كل ما بين المنزلتين فهو بريد. وفي الحديث: لا أخيس بالعهد ولا أحبس البرد أي لا أحبس الرسل الواردين علي، قال الزمخشري: البرد، ساكنا، يعني جمع بريد وهو الرسول فيخفف عن برد كرسل ورسل، وإنما خففه ههنا ليزاوج العهد. قال: والبريد كلمة فارسية يراد بها في الأصل البرد، وأصلها بريده دم أي محذوف الذنب لأن بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها فأعربت وخففت، ثم سمي الرسول الذي يركبه بريدا، والمسافة التي بين السكتين بريدا، والسكة موضع كان يسكنه الفيوج المرتبون من بيت أو قبة أو رباط، وكان يرتب في كل سكة بغال، وبعد ما بين السكتين فرسخان، وقيل أربعة.
الجوهري: البريد المرتب يقال حمل فلان على البريد، وقال امرؤ القيس:
على كل مقصوص الذنابى معاود بريد السرى بالليل، من خيل بربرا وقال مزرد أخو الشماخ بن ضرار يمدح عرابة الأوسي:
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518