لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ١٠٢
رحلت إليك من جنفاء، حتى أنخت فناء بيتك بالمطالي وقال السليك بن السلكة في قرماء:
على قرماء عالية شواه، كأن بياض غرته خمار وقال لبيد في حسداء:
فبتنا حيث أمسينا ثلاثا على حسداء، تنبحنا الكلاب * ثرد: الثريد معروف. والثرد: الهشم، ومنه قيل لما يهشم من الخبز ويبل بماء القدر وغيره: ثريدة.
والثرد: الفت، ثرده يثرده ثردا، فهو ثريد. وثردت الخبز ثردا: كسرته، فهو ثريد ومثرود، والاسم الثردة، بالضم.
والثريد والثرودة: ما ثرد من الخبز.
واثرد ثريدا واترده: اتخذه. وهو مترد، قلبت الثاء تاء لأن الثاء أخت التاء في الهمس، فلما تجاورتا في المخرج أرادوا أن يكون العمل من وجه فقلبوها تاء وأدغموها في التاء بعدها، ليكون الصوت نوعا واحدا، كأنهم لما أسكنوا تاء وتد تخفيفا أبدلوها إلى لفظ الدال بعدها فقالوا ود. غيره: اثردت الخبز أصله اثتردت على افتعلت، فلما اجتمع حرفان مخرجاهما متقاربان في كلمة واحدة وجب الإدغام، إلا أن الثاء لما كانت مهموسة والتاء مجهورة (* قوله التاء مجهورة المشهور أن التاء مهموسة.) لم يصح ذلك، فأبدلوا من الأول تاء فأدغموه في مثله، وناس من العرب يبدلون من التاء ثاء فيقولون: اثردت، فيكون الحرف الأصلي هو الظاهر، وقوله أنشده ابن الأعرابي:
ألا يا خبز يا ابنة يثردان، أبى الحلقوم بعدك لا ينام وبرق للعصيدة لاح وهنا، كما شققت في القدر السناما (* في هذا البيت إقواء).
قال: يثردان غلامان كانا يثردان فنسب الخبزة إليهما ولكنه نون وصرف للضرورة، والوجه في مثل هذا أن يحكى، ورواه الفراء أثردان فعلى هذا ليس بفعل سمي به إنما هو اسم كأسحلان وألعبان، فحكمه أن ينصرف في النكرة ولا ينصرف في المعرفة، قال ابن سيده: وأظن أثردان اسما للثريد أو المثرود معرفة، فإذا كان كذلك فحكمه أن لا ينصرف لكن صرفه للضرورة، وأراد أبى صاحب الحلقوم بعدك لا ينام لأن الحلقوم ليس هو وحده النائم، وقد يجوز أن يكون خص الحلقوم ههنا لأن ممر الطعام إنما هو عليه، فكأنه لما فقده حن إليه فلا يكون فيه على هذا القول حذف.
وقوله: وبرق للعصيدة لاح وهنا، إنما عنى بذلك شدة ابيضاض العصيدة فكأنما هي برق، وإن شئت قلت إنه كان جوعان متطلعا إلى العصيدة كتطلع المجدب إلى البرق أو كتطلع العاشق إليه إذا أتاه من ناحية محبوبه.
وقوله: كما شققت في القدر السناما، يريد أن تلك العصيدة بيضاء تلوح كما يلوح السنام إذا شقق، يعني بالسنام الشحم إذ هو كله شحم. ويقال: أكلنا ثريدة دسمة، بالهاء، على معنى الاسم أو القطعة من الثريد. وفي الحديث: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، قيل: لم يرد عين الثريد وإنما أراد الطعام المتخذ من اللحم والثريد معا لأن الثريد غالبا لا يكون إلا من لحم، والعرب قلما تتخذ طبيخا ولا سيما بلحم.
ويقال: الثريد أحد اللحمين بل اللذة والقوة إذا كان اللحم نضيجا في المرق أكثر ما يكون في نفس اللحم.
والتثريد في الذبح: هو الكسر قبل أن يبرد، وهو
(١٠٢)
مفاتيح البحث: الطعام (3)، الذبح (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518