لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٤١٧
حينئذ بكاء غوازر، وعبر الفارسي عنها فقال: هي نحو الممانح. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، في حديث الزكاة حين ذكر الإبل ووطأها يوم القيامة صاحبها الذي لم يؤد زكاتها فقال: إلا من أعطى في نجدتها ورسلها، قال: النجدة الشدة، وقيل: السمن، قال أبو عبيدة: نجدتها أن تكثر شحومها حتى يمنع ذلك صاحبها أن ينحرها نفاسة بها، فذلك بمنزلة السلاح لها من ربها تمتنع به، قال: ورسلها أن لا يكون لها سمن فيهون عليه إعطاؤها فهو يعطيها على رسله أي مستهينا بها، وكأن معناه أن يعطيها على مشقة من النفس وعلى طيب منها، ابن الأعرابي: في رسلها أي بطيب نفس منه، ابن الأعرابي: في رسلها أي بطيب نفس منه، قال الأزهري: فكأن قوله في نجدتها معناه أن لا تطيب نفسه بإعطائها ويشتد عليه ذلك، وقال المرار يصف الإبل وفسره أبو عمرو:
لهم إبل لا من ديات، ولم تكن مهورا، ولا من مكسب غير طائل مخيسة في كل رسل ونجدة، وقد عرفت ألوانها في المعاقل الرسل: الخصب. والنجدة: الشدة. وقال أبو سعيد في قوله: في نجدتها ما ينوب أهلها مما يشق عليه من المغارم والديات فهذه نجدة على صاحبها.
والرسل: ما دون ذلك من النجدة وهو أن يعقر هذا ويمنح هذا وما أشبهه دون النجدة، وأنشد لطرفة يصف جارية:
تحسب الطرف عليها نجدة، يا لقومي للشباب المسبكر يقول: شق عليها النظر لنعمتها فهي ساجية الطرف. وفي الحديث عن أبي هريرة: أنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: ما من صاحب إبل لا يؤدي حقها في نجدتها ورسلها - وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: نجدتها ورسلها عسرها ويسرها - إلا برز لها بقاع قرقر تطؤه بأخفافها، كلما جازت عليه أخراها أعيدت عليه أولاها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين الناس، فقيل لأبي هريرة: فما حق الإبل؟ فقال: تعطي الكريمة وتمنع الغزيرة (* قوله وتمنع الغزيرة كذا بالأصل تمنع بالعين المهملة ولعله تمنح بالحاء المهملة) وتفقر الظهر وتطرق الفحل. قال أبو منصور هنا: وقد رويت هذا الحديث بسنده لتفسير النبي، صلى الله عليه وسلم، نجدتها ورسلها، قال: وهو قريب مما فسره أبو سعيد، قال محمد بن المكرم:
انظر إلى ما في هذا الكلام من عدم الاحتفال بالنطق وقلة المبالاة بإطلاق اللفظ، وهو لو قال إن تفسير أبي سعيد قريب مما فسره النبي، صلى الله عليه وسلم، كان فيه ما فيه فلا سيما والقول بالعكس، وقول صخر الغي:
لو أن قومي من قريم رجلا، لمنعوني نجدة أو رسلا أي لمنعوني بأمر شديد أو بأمر هين.
ورجل نجد في الحاجة إذا كان ناجيا فيها سريعا.
والنجدة: الشجاعة، تقول منه: نجد الرجل، بالضم، فهو نجد ونجد ونجيد، وجمع نجد أنجاد مثل يقظ وأيقاظ وجمع نجيد نجد ونجداء. ابن سيده: ورجل نجد ونجد ونجد ونجيد شجاع ماض فيما يعجز عنه غيره، وقيل: هو الشديد البأس، وقيل: هو السريع الإجابة إلى ما دعي إليه خيرا كان أو شرا، والجمع أنجاد. قال: ولا يتوهمن أنجاد جمع نجيد كنصير وأنصار قياسا على أن فعلا
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518