جئت، فالمجئ موصول به الرجوع، فهو بدء والرجوع عود، انتهى كلام سيبويه. وحكى بعضهم: رجع عودا على بدء من غير إضافة. ولك العود والعودة والعوادة أي لك أن تعود في هذا الأمر، كل هذه الثلاثة عن اللحياني. قال الأزهري: قال بعضهم: العود تثنية الأمر عودا بعد بدء. يقال: بدأ ثم عاد، والعودة عودة مرة واحدة. وقوله تعالى: كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة، يقول: ليس بعثكم بأشد من ابتدائكم، وقيل:
معناه تعودون أشقياء وسعداء كما ابتدأ فطرتكم في سابق علمه، وحين أمر بنفخ الروح فيهم وهم في أرحام أمهاتهم. وقوله عز وجل: والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة، قال الفراء: يصلح فيها في العربية ثم يعودون إلى ما قالوا وفيما قالوا، يريد النكاح وكل صواب، يريد يرجعون عما قالوا، وفي نقض ما قالوا قال: ويجوز في العربية أن تقول: إن عاد لما فعل، تريد إن فعله مرة أخرى. ويجوز: إن عاد لما فعل، إن نقض ما فعل، وهو كما تقول: حلف أن يضربك، فيكون معناه: حلف لا يضربك وحلف ليضربنك، وقال الأخفش في قوله: ثم يعودون لما قالوا إنا لا نفعله فيفعلونه يعني الظهار، فإذا أعتق رقبة عاد لهذا المعنى الذي قال إنه علي حرام ففعله. وقال أبو العباس:
المعنى في قوله: يعودون لما قالوا، لتحليل ما حرموا فقد عادوا فيه. وروى الزجاج عن الأخفش أنه جعل لما قالوا من صلة فتحرير رقبة، والمعنى عنده والذين يظاهرون ثم يعودون فتحرير رقبة لما قالوا، قال: وهذا مذهب حسن. وقال الشافعي في قوله: والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة، يقول: إذا ظاهر منها فهو تحريم كان أهل الجاهلية يفعلونه وحرم على المسلمين تحريم النساء بهذا اللفظ، فإن أتبع المظاهر الظهار طلاقا، فهو تحريم أهل الإسلام وسقطت عنه الكفارة، وإن لم يتبع الظهار طلاقا فقد عاد لما حرم ولزمه الكفارة عقوبة لما قال، قال: وكان تحريمه إياها بالظهار قولا فإذا لم يطلقها فقد عاد لما قال من التحريم، وقال بعضهم: إذا أراد العود إليها والإقامة عليها، مس أو لم يمس، كفر.
قال الليث: يقول هذا الأمر أعود عليك أي أرفق بك وأنفع لأنه يعود عليك برفق ويسر. والعائدة: اسم ما عاد به عليك المفضل من صلة أو فضل، وجمعه العوائد. قال ابن سيده: والعائدة المعروف والصلة يعاد به على الإنسان والعطف والمنفعة.
والعوادة، بالضم: ما أعيد على الرجل من طعام يخص به بعدما يفرغ القوم، قال الأزهري: إذا حذفت الهاء قلت عواد كما قالوا أكام ولماظ وقضام، قال الجوهري: العواد، بالضم، ما أعيد من الطعام بعدما أكل منه مرة.
وعواد: بمعنى عد مثل نزال وتراك. ويقال أيضا: عد إلينا فإن لك عندنا عوادا حسنا، بالفتح، أي ما تحب، وقيل: أي برا ولطفا. وفلان ذو صفح وعائدة أي ذو عفو وتعطف. والعواد: البر واللطف.
ويقال للطريق الذي أعاد فيه السفر وأبدأ: معيد، ومنه قول ابن مقبل يصف الإبل السائرة:
يصبحن بالخبت، يجتبن النعاف على أصلاب هاد معيد، لابس القتم أراد بالهادي الطريق الذي يهتدى إليه، وبالمعيد الذي لحب.
والعادة: الديدن يعاد إليه، معروفة وجمعها عاد وعادات وعيد، الأخيرة عن كراع، وليس بقوي، إنما العيد ما عاد إليك من الشوق