لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٣١٢
أي أؤمنك منه أو أنا كفيلك، وكذلك لو اشترى غلاما فقال: أنا أعهدك من إباقه، فمعناه أنا أؤمنك منه وأبرئك من إباقه، ومنه اشتقاق العهدة، ويقال: عهدته على فلان أي ما أدرك فيه من درك فإصلاحه عليه. وقولهم: لا عهدة أي لا رجعة. وفي حديث عقبة بن عامر: عهدة الرقيق ثلاثة أيام، هو أن يشتري الرقيق ولا يشترط البائع البراءة من العيب، فما أصاب المشترى من عيب في الأيام الثلاثة فهو من مال البائع ويرد إن شاء بلا بينة، فإن وجد به عيبا بعد الثلاثة فلا يرد إلا ببينة. وعهيدك:
المعاهد لك يعاهدك وتعاهده وقد عاهده، قال:
فللترك أوفى من نزار بعهدها، فلا يأمنن الغدر يوما عهيدها والعهدة: كتاب الحلف والشراء. واستعهد من صاحبه: اشترط عليه وكتب عليه عهدة، وهو من باب العهد والعهدة لأن الشرط عهد في الحقيقة، قال جرير يهجو الفرزدق حين تزوج بنت زيق:
وما استعهد الأقوام من ذي ختونة من الناس إلا منك، أو من محارب والجمع عهد. وفيه عهدة لم تحكم أي عيب. وفي الأمر عهدة إذا لم يحكم بعد. وفي عقله عهدة أي ضعف. وفي خطه عهدة إذا لم يقم حروفه. والعهد: الحفاظ ورعاية الحرمة. وفي الحديث أن عجوزا دخلت على النبي، صلى الله عليه وسلم، فسأل بها وأحفى وقال: إنها كانت تأتينا أيام خديجة وإن حسن العهد من الإيمان. وفي حديث أم سلمة: قالت لعائشة: وتركت عهيدى (قوله وتركت عهيدى كذا بالأصل والذي في النهاية وتركت عهيداه) العهيدى، بالتشديد والقصر، فعيلى من العهد كالجهيدى من الجهد، والعجيلي من العجلة. والعهد: الأمان. وفي التنزيل: لا ينال عهدي الظالمين، وفيه: فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم. وعاهد الذمي:
أعطاه عهدا، وقيل: معاهدته مبايعته لك على إعطائه الجزية والكف عنه. والمعاهد: الذمي. وأهل العهد: أهل الذمة، فإذا أسلموا سقط عنهم اسم العهد. وتقول: عاهدت الله أن لا أفعل كذا وكذا، ومنه الذمي المعاهد الذي فورق فأومر على شروط استوثق منه بها، وأومن عليها، فإن لم يف بها حل سفك دمه. وفي الحديث:
إن كرم العهد من الإيمان أي رعاية المودة. وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، معناه لا يقتل مؤمن بكافر، تم الكلام، ثم قال: ولا يقتل أيضا ذو عهد أي ذو ذمة وأمان ما دام على عهده الذي عوهد عليه، فنهى، صلى الله عليه وسلم، عن قتل المؤمن بالكافر، وعن قتل الذمي المعاهد الثابت على عهده. وفي النهاية: لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده أي ولا ذو ذمة في ذمته، ولا مشرك أعطي أمانا فدخل دار الإسلام، فلا يقتل حتى يعود إلى مأمنه. قال ابن الأثير: ولهذا الحديث تأويلان بمقتضى مذهبي الشافعي وأبي حنيفة: أما الشافعي فقال لا يقتل المسلم بالكافر مطلقا معاهدا كان أو غير معاهد حربيا كان أو ذميا مشركا أو كتابيا، فأجرى اللفظ على ظاهره ولم يضمر له شيئا فكأنه نهى عن قتل المسلم بالكافر وعن قتل المعاهد، وفائدة ذكره بعد قوله لا يقتل مسلم بكافر لئلا يتوهم متوهم أنه قد نفى عنه القود بقتله الكافر، فيظن أن المعاهد لو قتل كان حكمه كذلك
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518