* سعد: السعد: اليمن، وهو نقيض النحس، والسعودة: خلاف النحوسة، والسعادة: خلاف الشقاوة. يقال: يوم سعد ويوم نحس. وفي المثل: في الباطل دهدرين سعد القين، ومعناهما عندهم الباطل، قال الأزهري:
لا أدري ما أصله، قال ابن سيده: كأنه قال بطل يعد القين، فدهدرين اسم لبطل وسعد مرتفع به وجمعه سعود. وفي حديث خلف: أنه سمع أعرابيا يقول دهدرين ساعد القين، يريد سعد القين فغيره وجعله ساعدا. وقد سعد يسعد سعدا وسعادة، فهو سعيد: نقيض شقى مثل سلم فهو سليم، وسعد، بالضم، فهو مسعود، والجمع سعداء والأنثى بالهاء. قال الأزهري: وجائز أن يكون سعيد بمعنى مسعود من سعده الله، ويجوز أن يكون من سعد يسعد، فهو سعيد. وقد سعده الله وأسعده وسعد يسعد، فهو سعيد. وقد سعده الله وأسعده وسعد جده وأسعده: أنماه.
ويوم سعد وكوكب سعد وصفا بالمصدر، وحكى ابن جني: يوم سعد وليلة سعدة، قال: وليسا من باب الأسعد والسعدى، بل من قبيل أن سعدا وسعدة صفتان مسوقتان على منهاج واستمرار، فسعد من سعدة كجلد من جلدة وندب من ندبة، ألا تراك تقول هذا يوم سعد وليلة سعدة، كما تقول هذا شعر جعد وجمة جعدة؟ وتقول: سعد يومنا، بالفتح، يسعد سعودا. وأسعده الله فهو مسعود، ولا يقال مسعد كأنهم استغنوا عنه بمسعود.
والسعد والسعود، الأخيرة أشهر وأقيس: كلاهما سعود النجوم، وهي الكواكب التي يقال لها لكل واحد منها سعد كذا، وهي عشرة أنجم كل واحد منها سعد: أربعة منها منازل ينزل بها القمر، وهي: سعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود وسعد الأخبية، وهي في برجي الجدي والدلو، وستة لا ينزل بها القمر، وهي: سعد ناشرة وسعد الملك وسعد البهام وسعد الهمام وسعد البارع وسعد مطر، وكل سعد منها كوكبان بين كل كوبين في رأي العين قدر ذراع وهي متناسقة، قال ابن كناسة: سعد الذابح كوكبان متقاربان سمي أحدهما ذابحا لأن معه كوكبا صغيرا غامضا، يكاد يلزق به فكأنه مكب عليه يذبحه، والذابح أنور منه قليلا، قال: وسعد بلع نجمان معترضان خفيان. قال أبو يحيى: وزعمت العرب أنه طلع حين قال الله: يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي، ويقال إنما سمي بلعا لأنه كان لقرب صاحبه منه يكاد أن يبلعه، قال: وسعد السعود كوكبان، وهو أحمد السعود ولذلك أضيف إليها، وهو يشبه سعد الذابح في مطلعه، وقال الجوهري: هو كوكب نير منفرد. وسعد الأخبية ثلاثة كواكب على غير طريق السعود مائلة عنها وفيها اختلاف، وليست بخفية غامضة ولا مضيئة منيرة، سميت سعد الأخبية لأنها إذا طلعت خرجت حشرات الأرض وهوامها من جحرتها، جعلت جحرتها لها كالأخبية، وفيها يقول الراجز:
قد جاء سعد مقبلا بجره، واكدة جنوده لشره فجعل هوام والأرض جنودا لسعد الأخبية، وقيل: سعد الأخبية ثلاثة أنجم كأنها أثاف ورابع تحت واحد منهن، وهي السعود، كلها ثمانية، وهي من نجوم الصيف ومنازل القمر تطلع في آخر الربيع وقد سكنت رياح الشتاء ولم يأت سلطان رياح الصيف فأحسن ما تكون الشمس والقمر والنجوم في أيامها، لأنك لا ترى فيها غبرة، وقد ذكرها الذبياني فقال: