لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ١٧٦
أبو منصور: ومنهم من جعل رشد يرشد ورشد يرشد بمعنى واحد في الغي والضلال. والإرشاد: الهداية والدلالة. والرشدى: من الرشد، وأنشد الأحمر:
لا نزل كذا أبدا، ناعمين في الرشدى ومثله: امرأة غيرى من الغيرة وحيرى من التحير. وقوله تعالى:
يا قوم إتبعون أهدكم سبيل الرشاد، أي أهدكم سبيل القصد سبيل الله وأخرجكم عن سبيل فرعون. والمراشد: المقاصد، قال أسامة بن حبيب الهذلي: توق أبا سهم، ومن لم يكن له من الله واق، لم تصبه المراشد وليس له واحد إنما هو من باب محاسن وملامح. والمراشد: مقاصد الطرق. والطريق الأرشد نحو الأقصد. وهو لرشدة، وقد يفتح، وهو نقيض زنية. وفي الحديث: من ادعى ولدا لغير رشدة فلا يرث ولا يورث.
يقال: هذا وعلى رشدة إذا كان لنكاح صحيح، كما يقال في ضده: ولد زنية، بالكسر فيهما، ويقال بالفتح وهو أفصح اللغتين، الفراء في كتاب المصادر: ولد فلان لغير رشدة، وولد لغية ولزنية، كلها بالفتح، وقال الكسائي: يجوز لرشدة ولزنية، قال: وهو اختيار ثعلب في كتاب الفصيح، فأما غية، فهو بالفتح. قال أبو زيد: قالوا هو لرشدة ولزنية، بفتح الراء والزاي منهما، ونحو ذلك، قال الليث وأنشد:
لذي غية من أمه ولرشدة، فيغلبها فحل على النسل منجب ويقال: يا رشدين بمعنى يا راشد، وقال ذو الرمة:
وكائن ترى من رشدة في كريهة، ومن غية يلقى عليه الشراشر يقول: كم رشد لقيته فيما تكرهه وكم غي فيما تحبه وتهواه.
وبنو رشدان: بطن من العرب كانوا يسمون بني غيان فأسماهم سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بني رشدان، ورواه قوم بنو رشدان، بكسر الراء، وقال لرجل: ما اسمك؟ فقال: غيان، فقال: بل رشدان، وإنما قال النبي، صلى الله عليه وسلم، رشدان على هذه الصيغة ليحاكي به غيان، قال ابن سيده: وهذا واسع كثير في كلام العرب يحافظون عليه ويدعون غيره إليه، أعني أنهم قد يؤثرون المحاكاة والمناسبة بين الألفاط تاركين لطريق القياس، كقوله، صلى الله عليه وسلم: ارجعن مأزورات غير مأجورات، وكقولهم: عيناء حوراء من الحور العين، وإنما هو الحور فآثروا قلب الواو ياء في الحور اتباعا للعين، وكذلك قولهم: إني لآتيه بالغدايا والعشايا، جمعوا الغداة على غدايا اتباعا للعشايا، ولولا ذلك لم يجز تكسير فعلة على فعائل، ولا تلتفتن إلى ما حكاه ابن الأعرابي من أن الغدايا جمع غدية فإنه لم يقله أحد غيره، إنما الغدايا اتباع كما حكاه جميع أهل اللغة، فإذا كانوا قد يفعلون مثل ذلك محتشمين من كسر القياس، فأن يفعلوه فيما لا يكسر القياس أسوغ، ألا تراهم يقولون: رأيت زيدا، فيقال: من زيدا؟ ومررت بزيد، فيقال: من زيد؟ ولا عذر في ذلك إلا محاكاة اللفظ، ونظير مقابلة غيان برشدان ليوفق بني الصيغتين استجازتهم تعليق فعل على فاعل لا يليق به ذلك الفعل، لتقدم تعليق فعل على فاعل يليق به ذلك الفعل، وكل ذلك على سبيل المحاكاة، كقوله تعالى: إنما نحن مستهزئون، الله يستهزئ بهم،
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518