لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ١٥٦
فاعل لتقارب المعنيين.
والحميد: من صفات الله تعالى وتقدس بمعنى المحمود على كل حال، وهو من الأسماء الحسنى فعيل بمعنى محمود، قال محمد بن المكرم: هذه اللفظة في الأصول فعيل بمعنى مفعول ولفظة مفعول في هذا المكان ينبو عنها طبع الإيمان، فعدلت عنها وقلت حميد بمعنى محمود، وإن كان المعنى واحدا، لكن التفاصح في التفعيل هنا لا يطابق محض التنزيه والتقديس لله عز وجل، والحمد والشكر متقاربان والحمد أعمهما لأنك تحمد الإنسان على صفاته الذاتية وعلى عطائه ولا تشكره على صفاته، ومنه الحديث: الحمد رأس الشكر، ما شكر الله عبد لا يحمده، كما أن كلمة الإخلاص رأس الإيمان، وإنما كان رأس الشكر لأن فيه إظهار النعمة والإشادة بها، ولأنه أعم منه، فهو شكر وزيادة. وفي حديث الدعاء: سبحانك اللهم وبحمدك أي وبحمدك أبتدئ، وقيل:
وبحمدك سبحت، وقد تحذف الواو وتكون الواو للتسبب أو للملابسة أي التسبيح مسبب بالحمد أو ملابس له.
ورجل حمدة كثير الحمد، ورجل حماد مثله. ويقال: فلان يتحمد الناس بجوده أي يريهم أنه محمود. ومن أمثالهم: من أنفق ماله على نفسه فلا يتحمد به إلى الناس، المعنى أنه لا يحمد على إحسانه إلى نفسه، إنما يحمد على إحسانه إلى الناس، وحمده وحمده وأحمده: وجده محمودا، يقال: أتينا فلانا فأحمدناه وأذممناه أي وجدناه محمودا أو مذموما. ويقال: أتيت موضع كذا فأحمدته أي صادفته محمودا موافقا، وذلك إذا رضيت سكناه أو مرعاه. وأحمد الأرض: صادفها حميدة، فهذه اللغة الفصيحة، وقد يقال حمدها. وقال بعضهم: أحمد الرجل إذا رضي فعله ومذهبه ولم ينشره. سيبويه: حمده جزاه وقضى حقه، وأحمده استبان أنه مستحق للحمد. ابن الأعرابي: رجل حمد وامرأة حمد وحمدة محمودان ومنزل حمد، وأنشد:
وكانت من الزوجات يؤمن غيبها، وترتاد فيها العين منتجعا حمدا ومنزلة حمد، عن اللحياني. وأحمد الرجل: صار أمره إلى الحمد.
وأحمدته: وجدته محمودا، قال الأعشى:
وأحمدت إذ نجيت بالأمس صرمة، لها غدادات واللواحق تلحق وأحمد أمره: صار عنده محمودا. وطعام ليست محمدة (* قوله وطعام ليست محمدة إلخ كذا بالأصل والذي في شرح القاموس وطعام ليست عنده محمدة أي لا يحمده آكله، وهو بكسر الميم الثانية). أي لا يحمد.
والتحميد: حمدك الله عز وجل، مرة بعد مرة. الأزهري: التحميد كثرة حمد الله سبحانه بالمحامد الحسنة، والتحميد أبلغ من الحمد.
وإنه لحماد لله، ومحمد هذا الاسم منه كأنه حمد مرة بعد أخرى.
وأحمد إليك الله: أشكره عندك، وقوله:
طافت به فتحامدت ركبانه أي حمد بعضهم عند بعض. الأزهري: وقول العرب أحمد إليك الله أي أحمد معك الله، وقال غيره: أشكر إليك أياديه ونعمه، وقال بعضهم: أشكر إليك نعمه وأحدثك بها. هل تحمد لهذا الأمر أي ترضاه؟ قال الخليل: معنى قولهم في الكتب احمد إليك الله أي احمد معك الله، كقول الشاعر:
ولوحي ذراعين في بركة، إلى جؤجؤ رهل المنكب
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518