والأذان هو اعلام الناس للصلاة ومنه قول الله جل وعز: " وأذان من الله ورسوله " أي إعلام من الله وأصله من الاذن والأذن يقال آذنتك بالأمر فاذنت أأعلمتك به فعلمت يريد أوقعته في أذنك وقولهم في الأذان حي على الفلاح أراد هلم إليه يقال حي إلى كذا وحي على كذا أي أقبل إليه والفلاح البقاء في الجنة الخلود ولذلك قيل للفائزين المفلحون قال عبيد [من مخلع البسيط]:
أفلح بما شئت فقد يبلغ بالضعف وقد يخدع الأديب أي عش بما شئت من كيس أو حمق.
والتثويب في أذان الفجر أن تقول بعد حي على الفلاح الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم وانما سمي تثويبا من قولك ثاب فلان إلى كذا أي عاد إليه وثاب إلى فلان جسمه بعد العلة أي رجع لأن المؤذن قال حي على الفلاح فدعا الناس إلى الصلاة ثم قال الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم فثوب أي عاد إلى دعائهم بهذا القول يقال ثوب الداعي حدثني أبو وائل عن عفان بن مسلم عن إسماعيل بن سنان عن حماد عن قتادة عن طاووس قال أول من ثوب في صلاة الصبح على عهد أبي بكر رضي الله عنه بلال فكان إذا قال حي على الفلاح قال الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم وهما فجران فالفجر الأول هو المستطيل الذي يشبه بذنب السرحان والسرحان الذئب وانما يشبه بذنب السرحان لأنه مستدق صاعد في غير اعتراض وهو الفجر الكاذب الذي لا يحل شيئا ولا يحرمه قال الكميت وذكر ثورا عند أرطاة وكلابا [من المتقارب] فلما علا سطة المضبأين * من ليلة الذنب الأشعل وأطع منه اللياح الشيمط * خدودا كما سلت الأ نصل:
يريد مضبأ الثور ومضبأ الكلاب حيث ضبأ وضبأت أي لصقت