مثل قولهم إنما سميي هوى لأنه يهوى بصاحبه في النار وسمي درهما لأنه دار الهم والعصر أيضا الدهر ويقال العصر والعصر وقال امرؤ القيس [من الطويل] ألا أنعم صباحا أيها الطلل البالي * وهل ينعمن من كان في العصر الخالي وأما قول الفقهاء في آداب الصلاة: " لا تفترش ذراعيك وادعم على راحتيك وآبد ضبعيك " فإن افتراش الذراعين أن تضعهما بالأرض ولا تتجافى بهما والادعام على الراحتين الاعتماد عليهما مأخوذ من الدعامة يقال هذا عماد الشئ ودعامته لما قام به الشئ والضبعان العضدان وإبدادهما هو تفريجهما يقال أبد فلان يده إذا مدها وقد ذكرت هذا في غير هذا الموضع بأكثر من هذا الشرح.
والإقعاء: الذي نهي عنه في الصلاة وهو أن يقعد الرجل بالأرض على أليتيه وينصب فخذيه كما تفعل السباع والكلاب ولذلك قال الشاعر في الكلب [من الرجز] يقصر يمشي ويطول باركا يريد أنه إذا مشى كان أقصر منه إذا أقعى واشتمال الصماء عند العرب هو أن يتجلل الرجل بإزاره ولا يرفع فيه جانبا وإنما قيل لذلك الصماء لأنه إذا اشتملها شد على بدنه ويديه المنافذ كلها فكأنها لا تصل إلى شئ ولا يصل إليها شئ كالصخرة الصماء التي ليس فيها صدع ولا خرق.
والسدل: هو أن يسدل الرجل إزاره من جانبيه ولا يضم طرفيه بيديه سمي ذلك سدلا كما قيل لإرخاء الستر سدل فإن ضم طرفيه بيديه لم يك سادلا لأنه قد ضم إليه نشره.
والاضطباع: الذي يؤمر به الطائف بالبيت هو أن تدخل الرداء من تحت إبطك الأيمن وترد طرفه على يسارك وتبدي منكبك الأيمن وتغطي الأيسر وإنما سمي اضطباعا لإبدائك فيه ضبعيك وهما عضداك.