عن أبي حرب بن أبي الأسود عن عبد الله بن فضالة عن أبيه فضالة الزهراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " حافظ على العصرين " قال وما كانت من لغتنا قلت وما العصران قال: " صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها يريد بالعصرين صلاة الصبح وصلاة العصر وقد أمر الله عز وجل بالمحافظة على الصلوات ثم خص صلاة العصر فقال: " حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى " وهي صلاة العصر وإنما سميت وسطى لأنها بين صلاتين في الليل وصلاتين في النهار وسمت باسم الوقت كما سميت الظهر باسم الوقت والعصران الغداة والعشي وكذلك البردان قال الحارث بن حلزة [من الخفيف] آنست نبأة وأفزعها القناص عصرا وقد دنا الإمساء وهذا مثل حديثه الآخر: " إن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا " وتلا: " وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ".
والسبحة الصلاة وفي هذا الحديث ما دل على تأخير العصر وفي تسميتها بالوقت دليل على ذلك لأن الهاجرة عندهم من الزوال إلى الإبراد قليلا ثم ما بعد ذلك الأصيل ثم ما بعد ذلك العصر والقصر تطفيل الشمس وكان ابن عمر يقول: " عجلوا بها " يعني العصر قبل أن تطفل الشمس ثم الجنوح حين تجنح الشمس للمغيب وفي الحديث أيضا ما دل على الإسفار بصلاة الصبح إذ سماها عصرا باسم الوقت لأن جوز الليل وسطه وجهمة الليل أول مآخيره والسدفة مع الفجر والسحرة السحر الأعلى والتنوير الإسفار وهو أحد العصرين وكان إبراهيم يصلي العصر مقدار ما إذا انصرف صلى رجل المكتوبة ثم تغير الشمس فروى العلاء بن عبد الكريم أن سويد بن غفلة قال ألا أريكم وقتا لصلاة العصر قلنا بلى قال هذه الساعة فقمت فقست الظل فوجدته ثماني عشرة قدما وأما قول أبي قلابة وسعيد بن جبير أنهما قالا إنما سميت العصر لتعصر فإنهما أخذا هذا المعنى من لفظ اسمها وإنما سميت عصرا باسم الوقت كما أخبرتك وهو