. قال أبو عبيد ثنا هشام بن عمار عن صدقة بن خالد عن عتبة بن أبي حكيم عن عطاء بن أبي رباح قال حدثتني عائشة وبيننا وبينها حجاب قالت: " كنت أغتسل أنا وحبيبي من إناء واحد " وأشارت إلى اناء قدر الفرق والفرق ستة أقساط ولا يعلم أنه جاء في وضوئه انه كان يتوضأ بأقل من مد ولا في غسله انه كان بأقل من صاع فهذا أقل ما يجزئ وحدثني خالد بن محمد أبو وائل عن المؤمل بن إسماعيل عن سفيان قال المد يجزي في الوضوء والصاع يجزئ من غسل الجنابة ولو كان ما دون هذا مجزيا لذكره وقال اسحق وهذا من النبي صلى الله عليه وسلم اختبار وان أتى على ما أمر به في الوضوء والغسل فكان وضوءه بأقل من مد وغسله بأقل من صاع أجزأه ألا ترى أن عائشة قالت: " كنت أغتسل أنا والنبي عليه الصلاة والسلام من اناء واحد " وهو الفرق وذلك ثلاثة أصو فقد يعلم أن المغتسلين من اناء واحد يفضل أحدهما على الآخر ففي هذا بيان أن المد والصاع ليسا بحتم.
والأذنان حد الرأس بين الوجه والقفا فهما يشكلان على قوم من أهل النظر ولا يقضون عليهما بأنهما من الوجه فيغسلونهما ولا انهما من الرأس فيمسحونهما.
وأخبرنا إسحاق بن راهويه أنه كان يختار أن يغسل باطن أذنيه مع وجهه ويمسح ظاهرهما مع رأسه قال وقال إبراهيم أما أنا فأغسل مقدمهما مع وجهي وأمسح مؤخرهما مع رأسي فان كانتا من الوجه كنت قد غسلتهما وان كانتا من الرأس مسحتهما.
قال أبو محمد والذي عندي أنهما من الرأس لا من الوجه لأن الوجه ما استقبلك كما تقول يستقبلك من وسط الجبل وجهه وصفحه والصفح في الجبل مثل صفحة الوجه وكما تقول وجه الحائط ووجه الدرهم ومن الوجه قيل واجهت فلانا إذا استقبلته وكنت حذاءه وكان وجهك تجاه وجهه والأذنان في الجانبين فلا يكونان من الوجه كما أنه لا يكون جانبا الجبل من وجهه ولا جانبا الحائط من وجهه.