والركوع هو سجود العجم لساداتها وإنما قيل للواضع جبهته بالأرض ساجدا لتطامنه ويجوز أن يزن سمي ساجدا لخشوعه وذله. وكل شئ خشع وذل فقد سجد ومنه سجود الظلال إنما هو استسلامها لما سخرت وقد بينت هذا في كتاب [مشكل القرآن] بأكثر من هذا البيان.
والتحيات الملك وأصله إن الملك كان يحيا فيقال أنعم صباحا وأبيت اللعن ولا يقال ذلك لغيره قال الشاعر من [مجزوء الكامل] ولكل ما نال الفتى * قد نلته إلا التحية.
يريد إلا أني لم أصر ملكا أحيا بتحية الملوك فيقال لي أبيت اللعن وأنعم صباحا ثم سمي الملك تحية إذ كانت التحية لا تكون إلا للملوك قال عمرو بن معدي كرب [من الوافر] أسيرها إلى النعمان حتى * أنيخ على تحيته بجند أي على ملكه وقول القائل في افتتاح الصلاة سبحانك اللهم وبحمدك يريد بسبحان الله التنزيه لله والتنزيه له من كل ما ينسبه إليه المشركون به جل وعز يقال سبح الله إذا نزهه وبرأه من من كل عيب وقوله وبحمدك مختصر كأنه يراد وبحمدك أفتح أو سبح وتبارك اسمك (تفاعل) مع البركة كما يقال تعالى اسمك من العلو يراد أن البركة في اسمك وفيما سمي عليه وأنشدني بعض أصحاب اللغة بيتا حفظت عجزه [من الطويل] إلى الجذع جذع النخلة المتبارك وقوله وتعالى جدك أي عظمتك على كل شئ والجد العظمة يقال جد فلان في الناس أي عظم في عيونهم وجل في صدورهم ومنه