" حدثنيه أبي قال حدثنيه عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن عبد الواحد بن أيمن المكي عن أبيه عن جابر:
وفي حديث آخر " أن المسلمين وجدوا أعبلة في الخندق وهم يحفرون فضربوها حتى تكسرت معاولهم فدعوا لها النبي صلى الله عليه وسلم فلما نظر إليها دعا بماء فصبه عليها فصارت كثيبا ينهال انهيالا الكدية قطعة من الأرض غليظة صلبة يقال حفرت حتى أكديت وأخبرني السجستاني عن أبي عبيدة أنه قال في قول الله جل وعز " وأعطى قليلا وأكدى " أراد وقطع وهو من الكدية مأخوذ وذلك أنه إذا حفر فبلغ الكدية يئس من الماء لصلابة الأرض فقطع الحفر يقال بلغنا كدية الركية ولهذا قيل للرجل يطلب الشئ فلا يقدر عليه قد أكدى وما أجدى ويقال في مثل " ما هو إلا ضب كدية " وإنما نسب الضب إليها لأنه لا يحفر أبدا إلا في صلابة خوفا من انهيار الحجر عليه قال كثير [من المتقارب] فإن شئت قلت له صادقا * وجدتك بالقف ضبا جحولا من اللائي يحفرن تحت الكدى * ولا يبتغين الدماث السهولا فإن بلغ الحافر الماء قيل أنبط وأماه وأموه وأمها وأنهر وأعين إذا بلغ العيون وأجبل بلغ الجبل وأثلج بلغ الطين وأسهب بلغ الرمل:
وقوله عادت كثيبا أهيل الكثيب قطعة من الرمل محدودبة والأهيل والمنهال واحد وهو السائل والأعبل والعبلاء حجارة بيض قال الشاعر [من السريع] والضرب في أقبال ملمومة * كأنما لأمتها الأعبل يقول درعها في الحصانة كالأعبل والأعبلة جمع على غير هذا الواحد