ويقال فضضت الكتاب من ذلك والفم يقوم مقام الأسنان يقال سقط فم فلان فلم تبق له حاكة إذا سقطت أسنانه وروي أن النابعة الجعدي أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره الذي يقول فيه [من الطويل] أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى * ويتلو كتابا كالمجرة نيرا فلما بلغ ولا خير في حلم إذا لم يكن له * بوادر تحمي صفوه أن يكدرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يفضض الله فاك " فغبر مائة سنة لم تنغص له سن وأنشد فيهما من الطويل بلغنا السماء مجدنا وجدودنا * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " إلى أين يا أبا ليلى " فقال إلى الجنة وأما قول العباس من قبلها طبت في الظلال فإنه يعني في ظلال الجنة وأراد أنه كان طيبا في صلب آدم وآدم في الجنة قبل أن يهبط إلى الأرض والظلال جمع ظل وليس يريد بظل الجنة ظل الشجر والبنيان إنما يكون ذلك حيث تطلع الشمس والجنة كلها ظل لا شمس فيها قال الله جل وعز " وظل ممدود " أخبرني السجستاني عن أبي عبيدة أنه قال دائم لا تنسخه الشمس وروي في حديث " ظل الجنة سجسج والسجسج المعتدل لا حر فيه ولا برد وقال بعضهم هو كغدوات الصيف قبل طلوع الشمس وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها أي ذراها وهو مثل قولك للرجل أنا في ظلك تريد ي ذراك وناحيتك
(١٢٧)