والعرب تجعل الليل ظلا وهو لا شمس فيه قال ذو الرمة [من البسيط] قد أعسف النازح المجهول معسفه * في ظل أخضر يدعو هامه البوم والأخضر هاهنا الليل والخضرة عندهم سواد وأراد في ستر ليل أسود وقوله في مستودع يحتمل معنيين أحدهما أن يكون أراد بالمستودع الموضع الذي جعل به آدم وحواء عليهما السلام من الجنة واستودعاه والآخر أن يكون أراد الرحم والنطفة فيه وأخبرني السجستاني عن أبي عبيدة أنه قال في قول الله جل وعز " وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع " قال فمستقر في الصلب ومستودع في الرحم وقوله حيث يخصف الورق أي في الجنة حيث خصف آدم وحواء عليهما السلام عليهما من ورق الجنة أي يخصفان الورق بعضه إلى بعض ولم يزد على ذلك في التفسير والخصف هو أن تضم الشئ إلى الشئ وتشكه معه أو تلصقه به ومنه يقال خصفت نعلي وقيل للصانع خصاف ولإشفائه مخصف وكأنهما كانا يضمان الورق بعضه إلى بعض ليكون لهما لبسا وسترا وقوله ثم هبطت البلاد يريد أنه لما هبط آدم عليه السلام إلى الأرض هبطت لأنه في صلبه وهو إذ لا بشر ولا لحم ولا دم يريد أنه نطفة لم ينتقل في هذه المراتب التي ينتقل فيها الجنين ألا تراه يقول بل نطفة تركب السفين يريد ركوب نوح السفينة في وقت الطوفان وهو في صلبه ونسر أحد الأصنام التي كانت لقوم نوح وقوله تنقل من صالب يعني الصلب ولم أسمعه بهذه اللغة إلا في هذا الحديث وفيه لغة أخرى صلب ومثله في التقدير سقم وسقم وبخل وبخل وطعام قليل النزل والنزل قال الراجز
(١٢٨)