لم يؤمن أن يعلق بيده منها أذى وإن قل أو ريح خبيثة فأدبنا صلى الله عليه وسلم بغسل أيدينا من مس الفروج كما أدبنا بغسلها مما مست النار ومن أسوأ أدبا وأقل توقيا ممن مس فرجه أو دبره أو مس غمرا ثم صافح بها أو طاعم أو أخذ وأعطى من غير غسل ومثله الوضوء من مس الإبط إنما هو غسل اليد ويدلك على ذلك أيضا حديث حدثنيه أبو وائل قال ثنا يزيد بن هارون وعبد الله بن بكر عن هشام عن محمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمس يده في طهوره حتى يفرغ عليها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده ".
يقول لعله في منامه مس بها فرجه أو دبره وليس يؤمن أن يخرج منهما في نومه ندى أو قاطر بول أو بقية مني إن كان جامع قبل المنام فيصيب اليد فإن أدخلها في الإناء من غير غسل أفسد الماء إن كان مما ينجس مثله ومن مس فرجه وعلم يقينا أنه لم يصب يده منه أذى فالأحوط له أن يغسلها مستطهرا أو أخذا بأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن لم يفعل فلا جناح عليه إن شاء الله لأنه ما سلم من الأذى كعضو من أعضائه أو جارحة من جوارحه وقد جاءت في ذلك آثار أحببت أن أذكرها في هذا الموضوع لأوكد ما ذهبت إليه بها.
حدثني خالد بن محمد ثنا عبد الرحمن بن مهدي وموسى بن مسعود عن سفيان عن محمد بن جابر عن قيس بن طلق بن علي عن أبيه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مس الذكر فقال:
" إنما هو بضعة منك " وحدثني أبو وائل أيضا ثنا المؤمل عن سفيان عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس أنه قال في مس الذكر ما أبالي إياه مسست أو أذني وحدثني أيضا قال ثنا يزيد بن هارون قال ثنا مسعر عن إياد بن لقيط عن البراء بن قيس عن حذيفة في مس الذكر ما أبالي إياه مسست أو أنفي وحدثني أيضا قال حدثني محبوب ثنا أبو حمزة ميمون الأعور وكان قصابا