فلم ير أبا بكر فقال: أيها الناس [أ] لا تعجبون من ابن أبي قحافة وأصحابه الذين أنفذتهم وجعلتهم تحت يدي أسامة وأمرتهم بالمسير إلى الوجه الذي وجهوا إليه فخالفوا ذلك ورجعوا إلى المدينة ابتغاء الفتنة، ألا وإن الله قد أركسهم فيها، أعرجوا بي إلى المنبر.
فقام وهو مربوط حتى قعد على أدنى مرقاة، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنه قد جائني من أمر ربي ما الناس صائرون إليه وإني قد تركتكم على الحجة الواضحة ليلها كنهارها فلا تختلفوا من بعدي كما اختلف من كان قبلكم من بنى إسرائيل أيها الناس إني لا احل لكم إلا ما أحله القرآن ولا احرم عليكم إلا ما حرمه القرآن وإني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا [ولن تزلوا] كتاب الله وعترتي أهل بيتي هما الخليفتان فيكم وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فأسألكم بماذا خلفتموني فيهما وليذادون [وليذادن] يومئذ رجال من حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل، فيقول رجال: أنا فلان وأنا فلان فأقول: أما الأسماء فقد عرفت ولكنكم ارتددتم من بعدي، فسحقا لكم سحقا.
ثم نزل عن المنبر وعاد إلى حجرته ولم يظهر أبو بكر ولا أصحابه حتى قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله). (1) [93] - 24 - قال الرضى:
حدثني هارون بن موسى، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عمار قال: حدثني أبو موسى [عيسى] الضرير البجلي، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: فسألته وقلت جعلت فداك قد أكثر الناس قولهم في أن النبي أمر أبا بكر بالصلاة ثم أمر عمر فأطرق عني طويلا ثم قال ليس كما ذكر الناس ولكنك يا عيسى كثير البحث عن الأمور لا ترضى إلا بكشفها فقلت بأبى أنت وأمي من أسئل عما انتفع به في ديني ويهتدى به في نفسي مخافة أن أضل غيرك وهل أجد أحدا يكشف لي المشكلات مثلك،