ذلك رسول الله بعلي وفعله علي بالحسن وفعله الحسن بالحسين وفعله الحسين بعلي وفعله أبي بي صلوات الله عليهم أجمعين. (1) [92] - 23 - قال الديلمي:
قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع أولئك النفر [رؤساء القوم] ومن والاهم على علي بن أبي طالب وطابقهم على عداوته، ومن كان من الطلقاء المنافقين وكان زهاء أربعة آلاف رجل فجعلهم تحت يدي أسامة بن زيد مولاه وأمره عليهم وأمره بالخروج إلى ناحية من الشام، فقالوا: يا رسول الله إنا قد قدمنا من سفرنا الذي كنا فيه معك و نحن نسألك أن تأذن لنا في المقام لنصلح من شأننا ما يصلحنا في سفرنا قال:
فأمرهم أن يكونوا في المدينة ريث إصلاح ما يحتاجون إليه، وأمر أسامة بن زيد فعسكر بهم على أميال من المدينة فأقام بمكانه الذي حد له رسول الله منتظرا للقوم أن يرافقوه إذا فرغوا من أمورهم وقضاء حوائجهم، وإنما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما صنع من ذلك أن تخلو المدينة منهم ولا يبقى بها أحد من المنافقين.
قال: فهم على ذلك من شأنهم ورسول الله (صلى الله عليه وآله) دائب يحثهم ويأمرهم بالخروج و التعجيل إلى الوجه الذي ندبهم إليه إذ مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرضه الذي توفي فيه، فلما رأوا ذلك تباطؤا عما أمرهم رسول الله من الخروج، فأمر قيس بن سعد بن عبادة وكان سياف [سباق] رسول الله والحباب بن المنذر في جماعة من الأنصار أن يرحلوا بهم إلى عسكرهم فأخرجهم قيس بن سعد والحباب بن المنذر حتى ألحقاهم بمعسكرهم وقالا لأسامة: إن رسول الله لم يرخص لك في التخلف فسر من وقتك هذا ليعلم رسول الله ذلك فارتحل بهم أسامة وأنصرف قيس بن سعد والحباب بن المنذر إلى رسول الله فأعلماه برحلة القوم، فقال [لهما] لهم: إن القوم غير سائرين من مكانهم.
قال: فخلا أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بأسامة وجماعة من أصحابه فقالوا: إلى أين ننطلق ونخلى المدينة ونحن أحوج ما كنا إليها وإلى المقام بها، فقال لهم: وما