دفع الوصية إلى علي (عليه السلام) يا علي أعد لهذا جوابا غدا بين يدي ذي العرش فإني محاجك يوم القيامة بكتاب الله حلاله وحرامه ومتشابهه ما أنزل الله وعلى تبليغه من إمرتك بتبليغه وعلى فرائض الله كما أنزلت وعلى أحكامه كلها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحاض عليه وإحيائه مع إقامة حدود الله كلها وطاعته في الأمور بأسرها وإقام الصلوة لأوقاتها وإيتاء الزكاة أهلها والحج إلى بيت الله والجهاد في سبيله فما أنت صانع يا علي، قال فقلت بأبي أنت وأمي إني أرجو بكرامة الله تعالى ومنزلتك عنده ونعمته عليك أن يعينني ربي عز وجل ويثبني فلا ألقاك بين يدي الله مقصرا ولا متوانيا ولا مفرطا ولا اصفر وجهك وقاه وجهي ووجوه آبائي وامهاتي بل تجدني بأبي أنت وأمي مشهرا لوصيتك إن شاء الله تعالى وعلى طريقك ما دمت حيا حتى أقدم عليك ثم الأول فالأول من ولدي غير مقصرين ولا مفرطين، ثم اغمي عليه (صلى الله عليه وآله) فانكببت على صدره ووجهه وأنا أقول وا وحشتاه بأبي أنت وأمي ووحشة ابنتك وابنيك وأطول غماه بعدك يا حبيبي انقطعت أخبار السماء وفقدت بعدك جبرائيل فلا أحس به، ثم أفاق (صلى الله عليه وآله).
[54] - 11 - ثم قال:
حدثني هارون بن موسى قال حدثني أحمد بن محمد بن عمار قال حدثني أبو موسى الضرير البجلي، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال سألت أبي فقلت له ما كان بعد إفاقته (صلى الله عليه وآله)، قال دخل عليه نساء يبكين وارتفعت الأصوات وضج الناس بالباب المهاجرون والأنصار قال علي (عليه السلام) فبينا أنا كذلك إذ نودي أين علي فأقبلت حتى دخلت إليه فانكببت عليه فقال لي يا أخي فهمك الله وسددك ووفقك وأرشدك وأعانك وغفر ذنبك ورفع ذكرك، ثم قال يا أخي إن القوم سيشغلهم عني ما يريدون من عرض الدنيا وهم علي واردون فلا يشغلك عني ما شغلهم فإنما مثلك في الامة مثل الكعبة نصبها الله تعالى علما وإنما تؤتى من كل فج عميق وناد سحيق وإنما أنت العلم علم الهدى ونور الدين وهو نور الله يا أخي والذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد ولقد أخبرت رجلا رجلا بما افترض الله عليهم من حقك وألزمهم من