مسجدي، ثم تصعد منبري، ثم تدعو الناس إليك فتحمد الله (تعالى)، وتثنى عليه، وتصلي على صلاة كثيرة، ثم تقول: أيها الناس إني رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليكم، وهو يقول لكم: إن لعنة الله ولعنة ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين ولعنتي على من انتمى إلى غير أبيه أو ادعى إلى غير مواليه، أو ظلم أجيرا أجره.
فأتيت مسجده (صلى الله عليه وآله) وصعدت منبره، فلما رأتني قريش ومن كان في المسجد أقبلوا نحوى فحمدت الله وأثنيت عليه وصليت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة كثيرة ثم قلت: أيها الناس، إني رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليكم، وهو يقول لكم: ألا إن لعنة الله و لعنة ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين ولعنتي على من انتمى إلى غير أبيه، أو ادعى إلى غير مواليه، أو ظلم أجيرا أجره.
قال: فلم يتكلم أحد من القوم إلا عمر بن الخطاب، فإنه قال: قد أبلغت يا أبا الحسن، ولكنك جئت بكلام غير مفسر.
فقلت: أبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فرجعت إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فأخبرته الخبر، فقال ارجع إلى مسجدي حتى تصعد منبري فاحمد الله واثن عليه، وصل على، ثم قل: يا أيها الناس، ما كنا لنجيئكم بشئ إلا وعندنا تأويله وتفسيره، ألا وإني أنا أبوكم، ألا و إني أنا مولاكم، ألا وإني أنا أجيركم. (1) [608] - 7 - روى الزمخشري:
عن أسماء بنت عميس: أنا لعند علي بن أبي طالب بعد ما ضربه ابن ملجم، إذ شهق شهقة ثم أغمي عليه، ثم أفاق فقال: مرحبا، مرحبا، الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الجنة فقيل له: ما ترى؟ قال: هذا رسول الله، وأخي جعفر، وعمى حمزة، وأبواب السماء مفتحة والملائكة ينزلون يسلمون على ويبشرون، وهذه فاطمة قد طاف بها وصائفها من الحور، وهذه منازلي في الجنة، لمثل هذا فليعمل العاملون. (2)