به الثوية يتنزه إليه، إلا وقبر أمير المؤمنين (عليه السلام) فوق ذلك قليلا، وهو الموضع الذي روى صفوان الجمال أن أبا عبد الله وصفه له: قال له فيما ذكر:
إذا انتهيت إلى الغري ظهر الكوفة، فاجعله خلف ظهرك وتوجه إلى نحو النجف، وتيامن قليلا، فإذا انتهيت إلى الذكوات البيض والثنية أمامه فذلك قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنا أتيته كثيرا، ومن أصحابنا من لا يرى ذلك ويقول: هو في المسجد، وبعضهم يقول: هو في القصر، فأرد عليهم بأن الله لم يكن ليجعل قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) في القصر في منازل الظالمين ولم يكن يدفنه في المسجد وهم يريدون ستره، فأينا أصوب، قال: أنت أصوب منهم، أخذت بقول جعفر بن محمد (عليهما السلام).
قال: ثم قال لي: يا أبا محمد ما أرى أحدا من أصحابنا يقول بقولك ولا يذهب مذهبك، فقلت له: جعلت فداك أما ذلك شيء من الله، قال: أجل إن الله يوفق من يشاء ويؤمن عليه، فقل ذلك بتوفيق الله واحمده عليه. (1) [633] - 25 - قال المفيد:
وروى محمد بن زكريا قال: حدثنا عبد الله بن محمد عن ابن عائشة قال: حدثني عبد الله ابن حازم قال: خرجنا يوما مع الرشيد من الكوفة نتصيد فصرنا إلى ناحية الغريين والثوية فرأينا ظباء فأرسلنا عليها الصقور والكلاب فجاولتها ساعة ثم لجأت الظباء إلى أكمة فوقفت عليها فسقطت الصقور ناحية ورجعت الكلاب فتعجب الرشيد من ذلك ثم إن الظباء هبطت من الأكمة فهبطت الصقور والكلاب فرجعت الظباء إلى الأكمة فتراجعت عنها الصقور والكلاب ففعلت ذلك ثلاثا فقال الرشيد هارون: اركضوا فمن لقيتموه فأتوني به فأتيناه بشيخ من بني أسد فقال له هارون: أخبرني ما هذه الأكمة قال: إن جعلت لي الأمان أخبرتك قال: لك عهد الله و ميثاقه ألا أهيجك ولا أوذيك فقال حدثني أبي عن آبائه إنهم كانوا يقولون إن في هذه الأكمة قبر علي بن أبي طالب (عليه السلام) جعله الله حرما لا يأوي إليه شئ إلا أمن.