الباب - وأومأ بيده إلى بعض الأبواب قال: فخرج رجل من عبد القيس في ذلك الباب فإذا هو بابن ملجم، وقد سدت عليه المذاهب فليس يدرى إلى أين يهرب، فضرب العبدي بيده إليه ثم قال: ويحك لعلك ضارب أمير المؤمنين فأراد أن يقول:
لا فقال: نعم فكبته وأدخله المسجد، فجعل الناس يلطمونه من كل ناحية حتى أقعدوه بين يدي علي (عليه السلام) فقال له: أخا مراد! بئس الأمير كنت لك؟ قال: لا يا أمير المؤمنين، قال: ويحك! ما حملك على أن فعلت ما فعلت وأيتمت أولادي من بعدي؟ قال: فسكت المرادي ولم يقل شيئا، فقال على (عليه السلام): (وكان أمر الله قدرا مقدورا).
قال: ثم أمر به علي (عليه السلام) إلى السجن وقال: احبسوه فنعم العون كان لنا على عدونا!
فإذا أنا مت فاقتلوه كما قتلني. قال: فكان علي (عليه السلام) يفتقده ويقول لمن في منزله:
أرسلتم إلى أسيركم طعاما؟ (1) [590] - 4 - قال ابن عساكر:
[أخبرنا أبو غالب بن البناء، قال:] أنبأنا أبو الحسين بن الأبنوسي، أنبأنا أحمد ابن عبد الرحمن بن جعفر بن خشنام، أنبأنا محمد بن عبد الله بن غيلان أنبأنا أبو هشام، أنبأنا أبو أسامة، أنبأنا أبو جناب قال: وحدثني أبو عون الثقفي قال: كنت أقرأ على أبي عبد الرحمن السلمى، وكان الحسن بن علي يقرأ عليه، قال أبو عبد الرحمن:
استعمل أمير المؤمنين على (عليه السلام) رجلا من بني تميم - يقال له: حبيب بن مرة - على السواد وأمره أن يدخل الكوفة من بالسواد، من المسلمين فقلت للحسن بن علي [(عليهما السلام)]: إن لي ابن عم بالسواد يحب أن يكون مكانه. فقال لي: تغدوا غدا على كتابك وقد ختم [كذا [] قال:] فغدوت من الغد، فاذا الناس يقولون: قتل أمير المؤمنين.
فقلت للغلام: أبعدني إلى القصر [كذا] فدخلت القصر فإذا الحسن بن علي [(عليهما السلام)] قاعد في مسجد في الحجرة، وإذا صوائح، فقال: ادن الى يا با عبد الرحمن. فجلست إلى جنبه فقال لي: خرجت البارحة وأمير المؤمنين يصلي في هذا المسجد، فقال لي: يا بنى إني بت الليلة أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر، لسبع عشرة من رمضان