التفت إلى ابنه الحسن (عليه السلام) فقال: يا ابا محمد كم مضى من شهرنا هذا؟ فقال ثلاثة عشريا أمير المؤمنين، ثم سأل الحسين (عليه السلام) فقال: يا ابا عبد الله كم بقي من شهرنا - يعنى رمضان - هذا؟ فقال: سبع عشرة يا أمير المؤمنين، فضرب يده إلى لحيته وهي يومئذ بيضاء، فقال: ليخضبنها بدمها إذ أنبعث أشقاها ثم قال:
أريد حباءه ويريد قتلى * خليلي من عذيرى من مراد وعبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله يسمع، فوقع في قلبه من ذلك شئ حتى وقف بين يدي علي (عليه السلام)، وقال: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين هذه يميني وشمالي بين يديك فاقطعهما، أو فاقتلنى، قال علي (عليه السلام) وكيف أقتلك ولا ذنب لك؟ ولو أعلم أنك قاتلي لم أقتلك; ولكن هل كانت لك حاضنة يهودية فقالت لك يوما من الأيام:
يا شقيق عاقر ناقة ثمود؟ قال: قد كان ذلك يا أمير المؤمنين فسكت علي (عليه السلام) فلما كانت ليلة ثلاث وعشرين (1) من الشهر قام ليخرج من داره إلى المسجد لصلاة الصبح وقال: إن قلبي يشهد بأني مقتول في هذا الشهر ففتح الباب فتعلق الباب بمئزره فجعل ينشد:
اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيكا * ولا تجزع من الموت ذا حل بناديكا (2) [563] - 19 - روى المفيد:
عن الفضل بن دكين، عن حيان بن العباس، عن عثمان بن المغيرة قال لما دخل شهر رمضان كان أمير المؤمنين يتعشى ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبد الله بن العباس وكان لا يزيد على ثلاث لقم فقيل له ليلة من تلك الليالي في ذلك فقال: يأتيني أمر الله وأنا خميص إنما هي ليلة أو ليلتان فأصيب (عليه السلام) في آخر الليل. (3)