إلا علي ابن أبي طالب، فإنه لم يبايع.
قال: فخرج عثمان على الناس ووجهه متهلل، وخرج علي وهو كاسف البال مظلم; وهو يقول: يا بن عوف; ليس هذا بأول يوم تظاهرتم علينا، من دفعنا عن حقنا والاستئثار علينا! وإنها لسنة علينا، وطريقة تركتموها.
ثم قال الشعبي: فلما دخل عثمان رحله دخل إليه بنو أمية حتى امتلأت بهم الدار، ثم أغلقوها عليهم، فقال أبو سفيان بن حرب أعندكم أحد من غيركم؟ قالوا:
لا. قال: يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما من عذاب و لا حساب، ولا جنة ولا نار، ولا بعث ولا قيامة. (1) [523] - 33 - وقال أيضا:
قال أحمد بن عبد العزيز: وحدثني المغيرة بن محمد المهلبي، قال: ذاكرت إسماعيل بن إسحاق القاضي بهذا الحديث، وأن أبا سفيان قال لعثمان: بأبي أنت!
أنفق ولا تكن كأبي حجر، وتداولوها يا بني أمية تداول الولدان الكرة، فوالله ما من جنة ولا نار - وكان الزبير حاضر، فقال عثمان لأبى سفيان، اعزب، فقال: يا بني أهاهنا أحد! قال الزبير: نعم والله لا كتمتها عليك - قال: فقال إسماعيل: هذا باطل.
قلت: وكيف ذلك قال: ما أنكر هذا من أبي سفيان ولكن أنكر أن يكون سمعه عثمان، ولم يضرب عنقه. (2) [524] - 34 - وقال أيضا:
قال عوانة: فحدثني يزيد بن جرير، عن الشعبي، عن شقيق بن مسلمة، إن علي بن أبي طالب، لما انصرف إلى رحله قال لبني أبيه: يا بني عبد المطلب، إن قومكم عادوكم بعد وفاة النبي كعداوتهم النبي في حياته، وإن يطع قومكم لا تؤمروا أبدا; و والله لا ينيب هؤلاء إلى الحق إلا بالسيف.
قال: وعبد الله بن عمر بن الخطاب، داخل إليهم، قد سمع الكلام كله فدخل،