وقال: يا أبا الحسن، أتريد أن تضرب بعضهم ببعض! فقال: اسكت ويحك! فوالله لو لا أبوك وما ركب مني قديما وحديثا، ما نازعني ابن عفان ولا ابن عوف. فقام عبد الله فخرج.
قال الشعبي: وخرج المقداد من الغد، فلقي عبد الرحمن بن عوف، فأخذ بيده، وقال: إن كنت أردت بما صنعت وجه الله، فأثابك الله ثواب الدنيا والآخرة، وإن كنت إنما أردت الدنيا فأكثر الله مالك. فقال عبد الرحمن: اسمع، رحمك الله، اسمع!
قال: لا أسمع والله; وجذب يده من يده، ومضى حتى دخل على علي (عليه السلام)، فقال: قم فقاتل حتى نقاتل معك، قال علي: فبمن أقاتل رحمك الله! وأقبل عمار بن ياسر ينادي:
يا ناعي الإسلام قم فانعه * قد مات عرف وبدا نكر أما والله لو أن لي أعوانا لقاتلتهم، والله لئن قاتلهم واحد لأكونن له ثانيا. فقال علي: يا أبا اليقظان; والله لا أجد عليهم أعوانا، ولا أحب أن أعرضكم لما لا تطيقون.
وبقى (عليه السلام) في داره، وعنده نفر من أهل بيته; وليس يدخل إليه أحد مخافة عثمان.
قال الشعبي: واجتمع أهل الشورى على أن تكون كلمتهم واحدة على من لم يبايع فقاموا إلى علي، فقالوا: قم فبايع عثمان، قال: فإن لم أفعل، قالوا: نجاهدك قال:
فمشى إلى عثمان حتى بايعه; وهو يقول: صدق الله ورسوله. فلما بايع أتاه عبد الرحمن بن عوف، فاعتذر إليه; وقال: إن عثمان أعطانا يده ويمينه ولم تفعل أنت، فأحببت أن أتوثق للمسلمين، فجعلتها فيه، فقال: إيها عنك! إنما آثرته بها لتنالها بعده، دق الله بينكما عطر منشم. (1) [525] - 35 - وقال أيضا:
قال الشعبي: فأما ما يذكره الناس من المناشدة، وقول علي (عليه السلام) لأهل الشورى:
أفيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) كذا; فإنه لم يكن يوم البيعة، وإنما كان بعد ذلك بقليل; دخل علي (عليه السلام) على عثمان وعنده جماعة من الناس، منهم أهل الشورى، و