رغبة في السلطان، ولا حب الدنيا; ولكن لإظهار العدل، والقيام بالكتاب والسنة.
قال: ثم التفت فرآني وراءه، فعرفت أنه قد ساءه ذلك، فقلت: لا ترع أبا حسن!
لا والله لا يستمع أحد الذي سمعت منك في الدنيا ما اصطحبنا فيها; فوالله ما سمعه مني مخلوق حتى قبض الله عليا إلى رحمته. (1) [522] - 32 - وقال أيضا:
قال عوانة: فحدثنا إسماعيل، قال: حدثني الشعبي، قال: فلما مات عمر، وأدرج في أكفانه، ثم وضع ليصلي عليه، تقدم علي بن أبي طالب، فقام عند رأسه، وتقدم عثمان فقام عند رجليه، فقال علي (عليه السلام) هكذا ينبغي ان تكون الصلاة، فقال عثمان: بل هكذا، فقال عبد الرحمن: ما أسرع ما اختلفتم! يا صهيب، صل على عمر كما رضى أن تصلى بهم المكتوبة، فتقدم صهيب فصلى على عمر.
قال الشعبي: وأدخل أهل الشورى دارا، فأقبلوا يتجادلون عليها، وكلهم بها ضنين، وعليها حريص; إما لدنيا وإما لآخرة، فلما طال ذلك قال عبد الرحمن: من رجل منكم يخرج نفسه عن هذا الأمر ويختار لهذه الأمة رجلا منكم، فإنى طيبة نفسي أن أخرج منها، وأختار لكم؟ قالوا: قد رضينا; إلا علي بن أبي طالب فإنه اتهمه وقال: أنظروا أرى. فأقبل أبو طلحة عليه، وقال: يا أبا الحسن، ارض برأي عبد الرحمن، كان الأمر لك أو لغيرك، فقال علي: أعطني يا عبد الرحمن موثقا من الله لتؤثرن الحق، ولا تتبع الهوى، ولا تمل إلى صهر ولا ذي قرابة، ولا تعمل إلا لله، ولا تألو هذه الأمة أن تختار لها خيرها.
قال: فحلف له عبد الرحمن بالله الذي لا اله إلا هو لأجتهدن لنفسي ولكم و للأمة، ولا أميل إلى هوى ولا إلى صهر ولا ذي قرابة.
قال: فخرج عبد الرحمن، فمكث ثلاثة أيام يشاور الناس، ثم رجع واجتمع الناس، وكثروا على الباب لا يشكون أنه يبايع علي بن أبي طالب، وكان هوى قريش كافة ما عدا بنى هاشم في عثمان، وهوى طائفة من الأنصار مع علي وهوى