وهي تبكى وعائشة حاضرة، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك بساعة: " احني علي يا بنية " فأحنت عليه، فناجاها ساعة، ثم انكشفت عنه فضحكت، قالت عائشة: فقلت:
أي بنية أخبريني ماذا ناجاك أبوك؟ فقالت فاطمة: ناجاني على حال سر ظننت أني أخبر بسره وهو حي؟ فشق ذلك على عائشة أن يكون سرا دونها، فلما قبضه الله قالت عائشة لفاطمة: يا بنية ألا تخبريني بذلك الخبر؟ قالت: أما الآن فنعم، ناجاني في المرة الأولى فأخبرني " ان جبريل (صلى الله عليه وآله) كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة، وإنه عارضه بالقرآن العام مرتين " وأخبرني: " إنه أخبره أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي قبله " وأنه أخبرني: " أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة ولا أراني إلا ذاهبا على رأس الستين " فأبكاني ذلك، وقال: " يا بنية إنه ليس من نساء المسلمين امرأة أعظم رزية منك، فلا تكوني أدنى من امرأة صبرا " وناجاني في المرة الآخرة أخبرني: " إنى أول أهله لحوقا به " وقال: " إنك سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من البتول مريم بنت عمران " فضحكت بذلك. (1) [321] - 8 - وقال أيضا:
حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة فقال: " إنه قد نعيت إلى نفسي " فبكت، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا تبكي فإنك أول أهلي لحوقا [لاحقا] بي " فضحكت فرآها بعض أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) فقال لها: رأيتك بكيت وضحكت، قالت: إنه قال لي: " نعيت إلى نفسي " فبكيت، فقال: " لا تبكين فإنك أول أهلي لاحق بي " فضحكت. (2)