الأديم مثل فخذ الفالج، فيها كل ما يحتاج الناس إليه، وليس من قضية إلا وهي فيها، حتى أرش الخدش.
قال: فمصحف فاطمة (عليها السلام)؟ قال; فسكت طويلا ثم قال: إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون إن فاطمة مكثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) خمسة وسبعين يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرئيل (عليه السلام) يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها، ويطيب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة (عليها السلام). (1) [252] - 18 - روى القاضي نعمان المصري:
عن الصادق (عليه السلام) أنها لزمت الفراش - بعد ما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) - ونحل جسمها وذاب لحمها حتى صارت كالخيال وصارت عظما ليس عليه إلا جلدة. (2) [253] - 19 - روى الذهبي:
عن يزيد بن أبي زياد قال: مكثت فاطمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستة أشهر وهي تذوب. (3) [254] - 20 - قال السيد تاج الدين الحسيني:
وكانت في تلك المدة لا ترقأ لها عبرة ولا تهدء لها حسرة حتى تأذى أهل المدينة من كثرة بكائها فاتخذت بيتا للأحزان فكانت فيه إلى أن ماتت (عليها السلام). (4) [255] - 21 - قال ابن أبي الحديد:
وقد روى كثير من الناس ندبة فاطمة (عليها السلام) أباها يوم موته وبعد ذلك اليوم، وهي ألفاظ معدودة مشهورة، منها: يا أبتاه! جنة الخلد مثواه، يا أبتاه! عند ذي العرش مأواه! يا أبتاه! كان جبرائيل يغشاه! يا أبتاه لست بعد اليوم أراه! ".
ومن الناس من يذكر إنها كانت تشوب هذه الندبة بنوع من التظلم والتألم لأمر