وأما عبادته (رضي الله عنه) فقد كان أعبد أهل زمانه، إذ كان يصلي في اليوم والليلة مئة وخمسين ركعة، ويصوم ثلاثة أشهر من السنة، وكان يخرج زكاة ماله ثلاث مرات سنويا.
وبلغ (رحمه الله) من الزهد في الحياة الدنيا، ورفض أي مظهر من مظاهر الرئاسة، حتى إن الإمام أبا الحسن (عليه السلام) (1) شهد له بذلك، فقال: " ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها بأضر في دين المسلم من حب الرئاسة "، ثم قال (عليه السلام):
" لكن صفوان لا يحب الرئاسة " (2).
توفي (رحمه الله) بالمدينة المنورة سنة (210 ه)، فبعث إليه الإمام الجواد (عليه السلام) بحنوطه وكفنه، وأمر عمه إسماعيل ابن الإمام موسى الكاظم أن يصلي على جنازته، ويتولى أمر إجنانه، وحملت جنازته إلى البقيع فدفن فيه. أوردنا له في كتابنا هذا روايتين تجدهما في باب نصوص الإمام الرضا (عليه السلام) على ابنه الجواد بالإمامة، وفي باب الميراث.
102 - الصقر بن أبي دلف الكرخي:
لم يذكر في كتب الرجال، إنما يروي حديثا سمعه عن الإمام أبي جعفر الثاني الجواد (عليه السلام)، وهو ينص على الإمام الهادي من بعده، ثم من بعده الإمام الحسن، ثم من بعده الإمام المهدي المنتظر (عليهم السلام) ولعلنا نذكر حديثه لاحقا في الحلقات القادمة في النصوص الدالة على إمامة الأئمة الهادي والعسكري والحجة المنتظر (عليهم السلام) كل في محله إن شاء الله تعالى.