75 - حماد بن عيسى، أبو محمد الجهني البصري:
أصله من الكوفة، وسكن البصرة. اختلف في كونه مولى أو عربي. عد من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام)، وقد بقي إلى زمان الإمام الجواد (عليه السلام) وشاهده، بل ولقيه في آخر يوم من حياته، ولكنه لم يحفظ له رواية عنه، ولا عن أبيه الإمام الرضا (عليه السلام). وهناك قول بأن له رواية عن الرضا والجواد (عليهما السلام) أيضا (1).
كان فقيها، ثقة، صدوقا، ثبتا في الحديث، قال حماد: سمعت من أبي عبد الله (عليه السلام) سبعين حديثا، فلم أزل أدخل الشك على نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين حديثا التي لم تدخلني فيها الشكوك. مع العلم أنه وقع في أساتيد روايات تبلغ ألفا وستة وثلاثين موردا (2).
وقيل عنه: إنه ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم (3).
وقيل أيضا: إنه كان واقفيا ثم رجع إلى القول بالإمامة، فقد ذكر الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة أن حماد بن عيسى ممن رجع عن الوقف بعد أن شاهد معجزات الإمام الرضا (عليه السلام)، وقال بإمامته.
وفاته كانت في سنة (209 ه) وقد أناف على التسعين من العمر. وما في رجال الكشي (4) من أنه عاش نيفا وسبعين سنة الظاهر فيه التصحيف، والصحيح هو القول الأول والذي صرح به النجاشي في رجاله (5) والشيخ المفيد في الاختصاص (6).