ومئتين، وذلك في ستة عشرة سنة من إمامة أبي جعفر (عليه السلام) وبويع المعتصم أبو إسحاق محمد بن هارون في شعبان من سنة ثمان عشرة ومئتين.
ثم إن المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر (عليه السلام) وأشار على ابنة المأمون زوجته بأن تسمه؛ لأنه وقف على انحرافها عن أبي جعفر (عليه السلام) وشدة غيرتها عليه؛ لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها؛ ولأنه لم يرزق منها ولدا، فأجابته إلى ذلك وجعلت سما في عنب رازقي ووضعته بين يديه. فلما أكل منه ندمت وجعلت تبكي، فقال: " ما بكاؤك؟ والله ليضربنك الله بعقر لا ينجبر، وبلاء لا ينستر "، فماتت بعلة في أغمض المواضع من جوارحها، وصارت ناصورا، فأنفقت مالها وجميع ما ملكته على تلك العلة، حتى احتاجت إلى الاسترفاد، وروي أن الناصور كان في فرجها.
قبض (عليه السلام) في سنة عشرين ومئتين من الهجرة في يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجة، وله أربع وعشرون سنة وشهورا؛ لأن مولده كان في سنة خمس وتسعين ومئة (1).
9 - وقال الطبرسي الفضل بن الحسن المتوفى سنة (548 ه / 1153 م):
وقبض ببغداد في آخر ذي القعدة سنة عشرين ومئتين، وله يومئذ خمس وعشرون سنة، وكانت مدة خلافته بعد أبيه سبع عشرة سنة، وكانت في أيام بقية ملك المأمون، وقبض في أول ملك المعتصم (2).
10 - وقال ابن شهرآشوب محمد بن علي السروي المازندراني المتوفى سنة (588 ه / 1192 م):