قال: " اتقوا ظنون المؤمنين، فإن الله سبحانه جعل الحق على ألسنتهم " (١).
فإذا كان الفرد المؤمن ينظر بنور الله وينطق بتوفيقه، فهل بعد ذلك يستبعد على الإمام أن يعطى مثل ذلك أو أكثر منه؟
وقد ورد عن الامام الباقر (عليه السلام) قوله: " ما من مخلوق إلا وبين عينيه مكتوب مؤمن أو كافر وذلك محجوب عنكم، وليس بمحجوب عن الأئمة من آل محمد، ثم ليس يدخل عليهم أحد إلا عرفوه مؤمنا أو كافرا ". ثم تلا هذه الآية: ﴿إن في ذلك لآيات للمتوسمين﴾ (2).
وعن سليمان الجعفري، قال: كنت عند أبي الحسن (عليه السلام) فقال: " يا سليمان اتق فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله ". فقلت: جعلت فداك، سمعتك تقول: اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله.
قال: " نعم يا سليمان، إن الله خلق المؤمن من نوره، وصبغهم في رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية، والمؤمن أخ المؤمن لأبيه وأمه، أبوه النور، وأمه الرحمة، وإنما ينظر بذلك النور الذي خلق منه ".
يقول العلامة المجلسي معلقا على هذه الرواية: الفراسة الكاملة لكمل المؤمنين، وهم الأئمة (عليهم السلام) فإنهم يعرفون كلا من المؤمنين والمنافقين بسيماهم كما مر في كتاب الإمامة، وسائر المؤمنين يتفرسون ذلك بقدر إيمانهم.
" خلق المؤمن من نوره " أي من روح طيبة منورة بنور الله، أو من طينة مخزونة مناسبة لطينة أئمتهم (عليهم السلام)، " وصبغهم " أي غمسهم أو لونهم " في رحمته " كناية عن جعلهم قابلة لرحماته الخاصة، أو عن تعلق الروح الطيبة التي هي محل