موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٣ - الصفحة ٢١٥
ثم خرج بعد الخمسين حاجا، فزامل أبا العباس النوفلي القصير (1)، فلما صار في موضع الإحرام، دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله، فغرقه الماء (رحمه الله).. وتوفي سنة تسع ومئتين. وعاش نيفا وسبعين سنة، ومات بوادي قناة بالمدينة. انتهى.
وفي رواية: أن الإمام الصادق (عليه السلام) هو الذي دعا له وهو ما لا يتوافق وتاريخ وفاته مع الخمسين حجة التي حجها.
وذكر حمادا الشيخ الطوسي في رجاله (2)، وقال: إن أصله كوفي، وبقي إلى زمن الرضا (عليه السلام). ذهب به السيل في طريق مكة بالجحفة (3).
وذكر النجاشي أن حمادا مات غريقا بوادي قناة - وهو واد يسيل من الشجرة (4) إلى المدينة وهو غريق الجحفة - في سنة تسع ومئتين، وقيل: سنة ثمان ومئتين، وله نيف وتسعون سنة رحمه الله (5).
وعن صالح بن عطية الأضخم (6) قال: حججت فشكوت إلى أبي جعفر (عليه السلام) الوحدة، فقال لي: " إنك لا تخرج من الحرم حتى تشتري جارية ترزق منها ابنا ".

(١) زامل: رافق. وأبو العباس هذا لم أقف عليه.
(٢) رجال الطوسي: ص ١٨٧.
(٣) معلوم أن الخارج من المدينة إلى مكة يحرم من مسجد الشجرة بذي الحليفة، وأما الجحفة فهي تأتي بعد ذلك بخمس مراحل، وهي ميقات أهل مصر والشام إذا لم يمروا بالمدينة.
فمنازل الحاج من المدينة هي الشجرة، فملل، فسيالة، فالرويثة، فالسقيا، فالأبواء، فالجحفة، ثم يتابع الحاج السير إلى قديد ثم عسفان ثم بطن مر ثم إلى مكة - فقول من قال إنه غريق الجحفة ينافي القول بأنه غرق في موضع الإحرام. اللهم إلا أن يكون أحرم ثم عند وصوله إلى الجحفة أخذه السيل هناك فغرق.
(٤) يريد بها مسجد الشجرة اليوم بذي الحليفة، وهي على ستة أميال من المدينة المنورة، وكانت تعرف يومذاك بالشجرة، وقد ولدت عندها أسماء بنت محمد بن أبي بكر.
(٥) رجال النجاشي: ص 143 رقم 370.
(6) ذكرناه في باب الرواة باسم صالح بن علي بن عطية.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست