كما كرر (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الحديث في مناسبات عديدة " الأئمة بعدي اثنا عشر، كلهم من قريش " (1) إلى غير ذلك من النصوص والتصريحات، حول تثبيت الإمامة والخلافة من بعده، مما يطول شرحه، تجده في بطون السير وكتب الحديث.
ولا أريد في هذا المقام ان أتطرق إلى هذا البحث، للجهود الجبارة والمساعي المضنية التي بذلها (صلى الله عليه وآله وسلم) خلال ثلاث وعشرين سنة من حياته الشريفة من يوم بعثته إلى حين التحاقة بالرفيق الاعلى، وبمجرد ان اغمض عينية تبدلت الأمور، وتغيرت الأوضاع، وحصل الانقلاب في سقيفة بني ساعدة - في امر دبربليل - كما جاء في محكم الكتاب المجيد، (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) آل عمران 144.
وزحزح الإمام علي (عليه السلام) عن رواسي الولاية، وعن منصب الخلافة والإمامة التي نصبه الله سبحانه ورسوله فيها، ومنع من القيام بأعباء الشريعة وإدارة شؤون الملة، وحيل بينه في تطبيق وانجاز ما جاء به الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) وسلبوا كل امكانياته، وحاربوه، سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، بكل الوسائل المتاحة لهم، وأخيرا استشهد مظلوما مقهورا، وهكذا شمل الظلم والجور أئمة أهل البيت من ذريته الذين جاؤوا بعده، فقد كان مصيرهم مصير جدهم، صلوات الله عليهم أجمعين، وما إمامنا المفدى، أبو جعفر محمد بن علي الجواد الا واحد من هذه